الحمد لله.
أولاً :
إذا كان المصلي بملابس الغوص لا يتمكن من وضع جبهته أو أنفه على الأرض أثناء السجود ، بسبب نظارة الغوص أو أنبوب الأكسجين ، لم تصح صلاته إلا عند الضرورة ، ينظر جواب السؤال رقم (98466) .
ثانياً :
تكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والتشهد الأخير ، والسلام ، أركان قولية لابد من الإتيان بها لصحة الصلاة ، وجمهور الفقهاء على أنه يشترط أن يسمع الإنسان نفسه لتتحقق القراءة ، وذهب بعضهم إلى أنه يجزئ أن يحرك لسانه وشفتيه ، وهو الراجح كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم (164080) .
وما دون ذلك لا يعد قراءة وقولا ، بل هو تفكر وتدبر بالقلب ، فمن صلى دون أن ينطق بهذه الأركان - مع القدرة - لم تصح صلاته .
وأما الأخرس أو مقطوع اللسان ، فاختلف فيه : فقيل يلزمه تحريك لسانه أو ما بقي منه :
قال النووي رحمه الله : " ( السابعة ) قال أصحابنا : على الأخرس أن يحرك لسانه بقصد القراءة بقدر ما يحركه الناطق ; لأن القراءة تتضمن نطقا وتحريك اللسان , فسقط ما عجز عنه ووجب ما قدر عليه بقوله : صلى الله عليه وسلم : ( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) رواه البخاري ومسلم , وقد سبق بيان هذه القاعدة في فصل التكبير , وقد ذكر المصنف المسألة هناك وبسطناها " انتهى من "المجموع" (3/ 361) ، وينظر : " الأم" للشافعي رحمه الله (1/123) .
وقيل لا يلزم الأخرس ونحوه
أن يحرك لسانه ، بل يكبر ويقرأ بقلبه ، وهذا هو الأظهر .
قال في "كشاف القناع" (1/ 231) : " والأخرس ومقطوع اللسان يحرم بقلبه لعجزه عنه
بلسانه ( ولا يحرك لسانه ) ؛ كمن سقط عنه القيام يسقط عنه النهوض إليه , وإن قدر
عليه ؛ لأنه عبث ، ولم يرد الشرع به , كالعبث بسائر جوارحه ، وإنما لزم القادر
ضرورة ( وكذا حكم القراءة والتسبيح وغيره ) كالتحميد والتسميع والتشهد والسلام ,
يأتي به الأخرس ونحوه بقلبه , ولا يحرك لسانه لما تقدم " انتهى . وينظر : " شرح
مختصر خليل " للخرشي (1/266) .
وعليه : فالمصلي تحت الماء إن كان يمكنه تحريك لسانه وإخراج الحروف ، فصلاته صحيحة
.
وإن كان لا يمكنه ذلك ، لم تصح صلاته ، وعليه أن يخرج فوق الماء ليصلي في الوقت ،
أو يجمع بين الصلاتين إن جاز له الجمع ، ما لم يكن معذورا مضطرا للكون تحت الماء
طول الوقت ، أو لم يبق على الوقت ما يتسع لارتفاعه إلى سطح الماء ، فيكبر ويقرأ
بقلبه ، كمقطوع اللسان ، وتصح صلاته حينئذ ؛ لقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ
مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16، وقوله : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا
وُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ
بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) رواه البخاري (7288) ومسلم (1337).
والله أعلم .
تعليق