الحمد لله.
فنهنئك – أولاً - على الإسلام ونبشرك بالخير والبركة ، وإننا نرى أن إصرارك على الإيمان وتمسكك به لهو عنوان فلاحك إن شاء الله ، وإن تقديمك حق الله على حق العباد أفضل ما يتحلى به المؤمن .
وأما شأن اللحية فإن إعفائها واجب بنص السنة المشرفة ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى ) رواه البخاري ( 5553 ) ومسلم ( 259 ) .
وانظر حرمة حلقها في جواب السؤال رقم ( 1189 ) .
وإطلاقها هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/ 21 .
وأما بخصوص حلقها استجابة
لتعليمات المدرسة واستجابة لرغبة الأهل ، فهناك خطوات ينبغي عليك أن تسلكها قبل
تحقيق تلك الرغبات ، وهي :
1. أن تحاول مع إدارة المدرسة باستثنائك لإطلاق لحيتك ، وإذا كان هناك إدارة عليا
لهذه المدرسة أو يوجد لها مالك فتخاطبهم للإبقاء على لحيتك دون حلق .
2. إذا لم ينجح الأمر ذاك فابحث عن نائب في الكونغرس في منطقتك أو محافظ أو شخصية
لها وزنها ، للشفاعة لك عند إدارة المدرسة بعدم حلق لحيتك .
3. وإذا لم يتيسر لك ذلك وأمكنك تقديم شكوى على المدرسة بسبب مخالفتهم للحريات
الشخصية فافعل ذلك .
4. وإذا لم ينفع ما سبق كله : فابحث عن بديل لتلك المدرسة تسمح تعليماتها لك بإطلاق
لحيتك.
فإذا تيسر شيء مما سبق ذِكره ، فافعله حتى ترفع الحرج عنك ؛ فإنه لا يحل لأحد أن
يسارع لفعل المحظور مع وجود استطاعة لدفع ذلك .
وفي حال لم تنجح محاولاتك في
الإبقاء على لحيتك ، أو ضاق وقتك عن القيام بشيء من هذه المحاولات ، ولم يبق أمامك
إلا الفصل ، أو حلق اللحية ، فلا بأس عليك – إن شاء الله – من الاستجابة لتلك
التعليمات والضغوط ، فقط هذه الفترة المؤقتة حتى تنتهي من دراستك ، ثم تعود إلى
التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .
وإذا أمكنك تخفيف اللحية دون حلقها ، فهو أهون ؛ فلا تحلقها بل خففها ، وإذا لم
يمكن هذا وأصروا على الحلق فنرجو أن يكون لك عذر في ذلك عند الله ، وتكون قد بذلت
وسعك في دفع ذلك ولم تستطع ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، قال تعالى : (
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن / 16 ، وقال تعالى : ( لَا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/ 286 ، فإذا انتهى العام
الدراسي فارجع لإعفائها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لمرضاته وأن ييسر لك الخير
ويدفع عنك الشر .
والله أعلم
تعليق