الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

التعليق على ما يسمى " الأحلام الجليَّة " – التحكم بالأحلام - !

182280

تاريخ النشر : 05-02-2013

المشاهدات : 63644

السؤال

هناك ما يسمَّى بـ " الأحلام الجليّة " وهي الأحلام التي يراها الشخص في منامه إلا أن له القدرة في التحكم بمحتواها وفيما يراه ! وقد قرأت مقالات في هذا الصدد وتعلمت بعض الطرق التي تعين على إتقان هذا النوع من الرؤى . ففي هذه الرؤى والأحلام يمكنك تدريب نفسك على فعل أشياء يستحيل فعلها في اليقظة ، كالطيران وأشياء أخرى لا يمكن تصديقها ، حتى إنه يمكن للشخص أن يجامع من يريد من النساء ! فهل يحرم التدرب على مثل هذا النوع من الأحلام ؟

الجواب

الحمد لله.

فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره لذلك تصور التحكم في هذه الأحلام يخرجها عن الحلم والذي لا يكون إلا بعد النوم ، فالتحكم بالأحلام يعني أن يكون النائم في حالة وعي أثناء حلمه ! وهذا لا يمكن أن يكون لأن النائم لا يشعر بنفسه ولن يعلم أنه يحلم ؛ وذلك لأن النائم أشبه بالميت ، وقد سمي النوم موتاً في الكتاب والسنة ، قال الله عز وجل : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر/ 42 .
وأكثر هذه الأحداث والتفريعات التي يُنظِّر لها القائلون بها ، هي طبيعية تحدث مع الإنسان ؛ فأحيانا يكون حلمه لشدة وضوحه وتناسق مراحله أشبه باليقظة ، وأحيانا ما يكون عبثا من الشياطين بصاحب الحلم ، وأحيانا ما يكون الإنسان بين النوم واليقظة ، وهذا ليس حالا متوسطا بل إنه أحيانا يكون نائما ، وأحيانا يكون يقظا ، فلا يخرج الحال عن هذين .

فجميع الأنواع التي تتحدث عنها هذه الدراسات هي حاصلة وواقعة من جميع الناس ، لكن تشخيصها ، وزعم التحكم بها ، والتصرف فيها : هو ضرب من الخيال .

ومما يؤسف له أنها خرافة ، ولكنها مغلفة بالعلم ، كالداروينية ، وربما تكون بابا للعب الشياطين بك ، وأنت تظن أنها من باب التحكم بالذات ، والكشف عن عالم مخفي ، وما هي إلا شياطين .

وبعض النتائج الصادقة هي من باب حديث النفس ، فأنت تركز على فكرة معينة ، أو على مشهد من حلم معين ، ثم تسترخي حتى تنام ، وأنت حديث عهد بهذه الفكرة ، فمن الطبيعي أن تشاهد ما يتعلق بها في منامك .

ثم إنهم لا يقفون عند حد التحكم في الأحلام ؛ بل هناك ترويج لمحذورات شرعية كثيرة ، كأن يقال : إن باستطاعتك ممارسة الجنس مع من تشاء من النساء ، والاطلاع على بعض الأمور الغيبية ، وهذا من إشاعة الفاحشة والكفر ؛ فالغيب لا يعلمه إلا الله .

وزاد الأمر عندما وضعوا تطبيقا في جهاز " الآيفون " لاستطاعة التحكم بهذه الأحلام ! وهذا التطبيق مصاحب للموسيقى الهادئة التي تساعد على إظهار هذا الحلم الجلي ! .

وما تزال هذه الدراسة أشبه بالتخرصات ، والواقع وحال كثير من المُجربين شاهد على ذلك ، لذلك ننصحك بالبعد عنها والاشتغال فيما ينفع .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب