الحمد لله.
أولاً :
يجوز للإنسان أن يشرب قائماً وجالساً ، والشرب حال الجلوس أفضل .
جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (22/133) : ” الأصل أن يشرب الإنسان قاعدا وهو الأفضل ، وله أن يشرب قائماً ، وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين ؛ للدلالة على أن الأمر في ذلك واسع ” انتهى .
وللفائدة في حكم الشرب قائماً ، ينظر في الموقع جواب السؤال رقم : (21147) ، وجواب السؤال رقم : (143966) .
ثانياً :
أما استقبال القبلة حال الشرب ، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في ذلك .
وقد استحب الفقهاء رحمهم الله : استقبال القبلة حال شرب ماء زمزم ، واستدلوا على ذلك بما رواه ابن ماجه (3061) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال : ” كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما جالساً ، فجاءه رجل ، فقال : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا ، فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ ، فَاحْمَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ ) ، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ” ضعيف سنن ابن ماجه ” .
وينظر : ” الموسوعة الفقهية ” (1/91) .
والحديث المذكور ضعيف ، كما مر ، ولذلك فالقول الراجح أنه لا يستحب استقبال أثناء الشرب ، سواء في ذلك ماء زمزم وغيره .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” قال بعضهم : ويستقبل القبلة ، ولكن هذا ضعيف ؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم شرب من زمزم ولم يرد عنه أنه استقبل القبلة ” .
انتهى من ” الشرح الممتع ” (7/348) .
والله أعلم .
تعليق