الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

خطبها شاب جيد ، ولكنه صعب وعنيف في معاملته فهل تقبله زوجا ؟

193309

تاريخ النشر : 04-09-2013

المشاهدات : 9259

السؤال


أنا مخطوبة لشخص مؤدب ، وذو خلق ، وطموح ، ولكنه متشدد في طريقة معاملته معى جدا ، يقف لي على الأخطاء كلها ، وبطريقة عنيفة ، حيث أن صوته يرتفع ، ويقول كلمات جارحة مثل : إنتى مش بتفهمى ، إنتى معندكيش احساس ... ، ويقول لي : لو هذا الأمر حدث بعد الزواج هيكون العقاب عسيرا جدا ، أنا لا يمكننى أن أفرط في حقوقي كرجل أبدا ، مثلا يطلب منى أني لا أقبل أخي ، ولا أبي عندما يزورونني في بيت الزوجية ، علما بأنه سلام عادي جدا وشارط علىَّ أن تكون زيارتي لأهلي كل أسبوعين ، وأهلي عندما يريدون زيارتي لابد من أن يستأذنوا منه أولا قبل ذلك . ماذا أفعل ؟ هل أستمر في هذه الخطبة أم لا ؟

الجواب

الحمد لله.


قبل أن ندخل في تفاصيل المشكلة ، نود أن نشير إلى أن بعض مواقفنا في الحياة ، نكون نحن المسؤولين عن اتخاذ القرارات فيها ، ولا أحد يستطيع فعل ذلك بدلا عنا .
ويظهر لنا من رسالتك أنك متحيرة في قرار مصيري ، مهما استشرت حوله ، واستفسرت بشأنه ، يبقى دائما القرار قرارك ، وأنت فقط من يمكنه تقدير ملابسات الظرف الذي تمرين به ، وأنت وحدك القادرة على اتخاذ القرار الأخير فيه .
لكن هذا لا يمنع من أن نحلل معك عناصر المشكلة ، مساعدة لك ـ فقط ـ على رؤية الموضوع بعيون أخرى .

لعل من أكبر المؤشرات ـ خلال فترة الخطبة ـ على مستقبل الزواج الناجح ، الذي يتمكن فيه الزوجان من تحقيق التكامل المطلوب : القدرة على العطاء ، وتقديم التنازلات وعدم التدقيق في سفاسف الأمور والتغاضي عن الأخطاء البسيطة .

أختنا الكريمة ؛ لقد قرأنا ، وأعدنا النظر فيها ، وقلنا مع أنفسنا : ما الذي يجبر فتاة في مقتبل العمر على الارتباط بشاب ، أقل ما يمكن قوله في حقه : أنها ليست مقتنعة به تماما ، بل متخوفة منه ، والقلق يساورها ـ وهي محقة في ذلك ـ من تشدده معها ، وتعنيفه لها بالقول ، ورفع صوته عليها لأجل ما صغر أو كبر من الأخطاء ، وفي فترة –كما ذكرنا سابقا- هي أجمل فترات عمر الحياة الزوجية والتي يجب أن تتسم بالهدوء والعاطفة الجياشة ، والتسامح ، بل يزيد الطين بلة بتوعدها بالعقاب العسير ، إن صدرت منها مثل تلك الهفوة بعد الزواج ، بل ويربط تلك العقوبة المستحقة في نظره بحقه كرجل ؟؟
هو خلوق ، مؤدب وطموح ، تلك محاسنه التي ذكرت ، وبالمقابل : هو عنيف متشدد يتنطع حتى في المباحات ، ويتوعدك بسبب ما لم يحصل بعد من النقص أو التقصير ، يرفع صوته عليك ويجرحك بكلماته ويرى ذلك حقه كرجل .
قد يتغير بعد الزواج ، ممكن ، وقد لا يتغير أبدا ما دام لا يرى نفسه مخطئا.
هذا جزء من التحليل حسب ما ورد في حديثك عنه .

من رأينا أختنا الكريمة ، ألا تتسرعي في إكمال زواجك من هذا الرجل ، وأن تعطي نفسك فرصة وأنت هادئة صافية النفس والبال ، كي تُقيِّمي علاقتك به ، وتجْرُدي إيجابياته وسلبياته ، وتحاولي الترجيح بينهما ، وأن تسعي بين هذا وذاك لتعرفي طاقة تحملك واستيعابك لقسوته وعنفه .
قد يتغير شيء من سلوكه ، نعم ؛ لكن هذا ليس هو الاحتمال الأرجح ، خاصة فيما يتعلق بالمزاج الشخصي ، إنه لو كان هادئا ، ودودا في هذه الفترة ، فبالإمكان توقع أن يزداد حدة ، نوعا ما ، أن يتحول إلى شيء من الغضب ، من العصبية ، مع طول الاحتكاك ، وتوارد المشكلات الحياتية المعتادة ؛ أما العكس : حاد المزاج الآن ، غضوب .. ، يتحول إلى هادئ صبور ؛ فهذا ما لا نظنه ، ولا نعلمه قد كان .

حقا لا أحد يخلو من السلبيات ، لكن انظري أنت في درجة تحملك لسلبياته ، فإن كنت قادرة على الاحتمال ، فأكملي ، معه ، وقدري أنه سيبقى على حاله ، أو يزداد شيئا ؛ حتى إذا تحسن ، كنت في الأمان .

وإلا ففي تراجعك ، وأنت بعد على بر الأمان : خير لك.

وفي الأخير ، ننصحك أيتها الفاضلة بالاستخارة ، وبالانطراح بين يدي الله تعالى : أن يختار لك ما فيه خيرك ، وأن ييسر لك أمرك ، وأن يجعل لك من أمرك فرجا ومخرجا ، ويلهمك رشدك ، ويعيذك من شر نفسك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب