الحمد لله.
أولا :
لا يؤاخذ المسلم بما حدث به نفسه أو وسوس به إليه شيطانه ما لم يعمل به أو يتكلم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ ) رواه البخاري (4968) ، ومسلم (127) .
وعلى المسلم أن يدافع تلك
الخواطر وأن لا ينساق وراءها .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (39684)
.
وهذا يشمل جميع الخواطر التي ترد على النفس بلا استثناء .
قال النووي رحمه الله :
" الخواطر ، وحديث النفس ، إذا لم يستقرَّ ويستمرّ عليه صاحبُه فمعفوٌ عنه باتفاق
العلماء ؛ لأنه لا اختيارَ له في وقوعه ، ولا طريقَ له إلى الانفكاك عنه .
وهذا هو المراد بما ثبتَ في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ما حَدَّثَتْ بِهِ أنْفُسَها ما لَمْ تَتَكَلَّم
بِهِ أوْ تَعْمَلْ ) .
قال العلماء : المراد به الخواطر التي لا تستقرّ .
قالوا : وسواءٌ كان ذلك الخاطِرُ غِيبة أو كفراً أو غيرَه ، فمن خطرَ له الكفرُ
مجرّد خَطَرٍ من غير تعمّدٍ لتحصيله ، ثم صَرفه في الحال ، فليس بكافر ، ولا شئ
عليه .
وسببُ العفو ما ذكرناه من تعذّر اجتنابه ، وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه ؛
فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراما . ومهما عرض لك هذا الخاطرُ بالغيبة وغيرها
من المعاصي ، وجبَ عليك دفعُه بالإِعراض عنه وذكر التأويلات الصارفة له عن ظاهره "
انتهى من " الأذكار" (ص/345) .
وقد تقدم في جواب السؤال رقم : ( 136415 ) أنه إذا وقع السب في القلب كحديث نفس ، ولم يقصده صاحبه ، ولم ينطق به ، أن ذلك من حديث النفس المعفو عنه .
فكذلك الدعاء عليه ، فإذا لم
تقصد إليه ولم تتلفظ به ، ولم تتمن له الشر ، وإنما هي مجرد خواطر يوردها الشيطان
على قلب المسلم ليفسد ما بينه وبين أخيه ، فإنه لا حرج عليك في شيء من ذلك ، وعليك
أن تدفع عن نفسك هذه الخواطر ، ثم ادع لصاحبك بالخير حتى تراغم الشيطان وتذله .
وعلى هذا : فإن الملائكة تؤمن على من تدعو له من الخير ، ولا تؤمن على ما يورده
الشيطان على قلبك من الوساوس والخطرات وحديث النفس .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (147161)
.
والله أعلم .
تعليق