الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

تزوجت عشيقها وتعيش معه في عذاب

20162

تاريخ النشر : 11-11-2001

المشاهدات : 18771

السؤال

تركت البيت وعمري 18 سنة وتزوجت عشيقي في الكلية وعمره 19 سنة (أعلم أن هذا خطأ فأرجو أن لا تحكم علي)، أعيش الآن مع عائلته ولدي بنت عمرها سنة. مشكلتي أنني أريد أن تنشأ ابنتي وتتربى تربية إسلامية قدر المستطاع، ربما يكون مصيري إلى النار ولكنني لا أريد أن أجر ابنتي معي لنفس المصير، أشعر بأن زوجي لا يعطيني تلك الفرصة ولا عائلته، هم يهتمون بابنتي ولكنهم دائما يستمعون للموسيقى ويشاهدون التلفاز وأنا أكره هذا لأن ابنتي بدأت تستمتع بمثل هذه الأشياء وأنا لا أريدها أن تتعرض لمثل هذا
. المشكلة الكبيرة أنني نادمة على الزواج من زوجي من كل قلبي وأظن بأنه يشعر بنفس الشعور، نتجادل دائماً بشأن عائلته وبشأن المال، لا أحب أن أتحدث معه لأنه دائماً بائس تعيس ولا يدري أين يذهب ولا ما يفعل في حياته، لا يستطيع أن يستمر في العمل لأنه يمل بسرعة، أنا أعمل وهو يعمل كذلك ولكنه لا يدخر لنا، يصرف كل ما لديه ولا يوفر شيئاً، يجب علي أن أحصل على المال لنفسي ولابنتي وفي كثير من الأحيان له أيضاً، أنا وهو نحصل على نفس الراتب وأوفر أنا من راتبي ولكنه لا يوفر شيئاً من راتبه وينفقه بسرعة، يتصرف كأنه شخص أعزب وليس لديه أي اهتمام بنا، السبب الوحيد الذي يجعلني أبقى معه هو ابنتي .
أتمنى أن أرحل عنه لأن حياتي غير سعيدة أبداً فأنا محطمة، فقدت قيمة نفسي، وافقت على الكلام المعسول والإثارة من الرجل وكان من المفترض أن أتزوج من الشخص المتدين والخلوق . عرفت الآن أن هذا هو أهم شيء في الرجل، لأن الرجل الذي يلتزم بالدين وأخلاقه جيدة هو الزوج المثالي
أنا مسلمة ضعيفة بنفسي وأحتاج لمن يرشدني، ومع أن زوجي ذهب لمدرسة تحفيظ القرآن في الصغر ولكنه لا يبالي بالدين ولا بالخطأ والصواب في الدين، يريدني أن أكون خادمة له ولعائلته ولا يهتم بما أريد .
أود أن أعرف ماذا يقول الإسلام عن بقائنا مع بعض، هل هناك قيمة لسعادتي ؟ فأنا أرى مستقبلاً أسود مع زوجي، ولكنني أعلم بأنني لن أستطيع فعل شيء بدون عائلتي الذين سيتبرءوا مني إذا تركت زوجي.
ولكنهم يعلمون بأنني أقاسي كثيراً .
انفصلنا لفترة وبقيت عند عائلتي ثم عاد معتذراً وكان هذا قبل عدة أشهر . أهتم بزوجي لأننا كنا يوماً ما سعداء ولكننا فقدنا بعضنا البعض وفقدنا الحب الذي كان بيننا ولا أظن أن هذا يمكن أن يعود أبداً، نحن نعيش سوياً ولكنها تقريباً حياة منفصلة . أرجو أن تنصحني بما يجب أن أفعله لمستقبلي ومستقبل ابنتي ، لا أريد أن أحرمها من والدها ولكن زواجي غير سعيد صدقني .

الجواب

الحمد لله.

وبعد فقصة سؤالك بحدّ ذاتها فيها عبرة عظيمة لكل فتاة تتبع الشهوات وتخرج عن طاعة الله وتترك أهلها وبيتها إلى المعصية وأجواء الفتنة وفي السؤال عبرة أيضاً لكل عاصٍ كي ينظر ماذا تجرّ عليه المعصية والمصائب ، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك ولكل مسلم ومسلمة .

وأما عقد النكاح الذي تم بينكما فهو إن لم يكن بحضور وليك وموافقته – وهذا هو الظاهر – فإن هذا العقد لا يصح ، وبقاؤك معه على هذه الحال حرام ، ويحرم عليك أن تمكنيه من نفسك لأنه ليس زوجاً لك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا نكاح إلا بولي . وقوله صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل . وأنصحك بأمور :

أولاً : عليك أن تطلبي منه تصحيح هذا الأمر ، وذلك بأن يعقد عليك عقداً جديداً بمهر وحضور الولي وشاهدين . والظاهر من كلامك أن عائلتك قد رضوا الآن بزواجك منه ، وعلى هذا فلا مانع من تصحيح هذه الوضع المحرم .وإن لم يحصل ذلك فإنه ليس زوجاً لك ، وبقاؤك معه حرام .

ثانياً : أنصحك بالصبر ، ولتحتسبي عند الله تعالى أجر ما تجدينه من المصائب والضيق ، فإن هذه المصائب تكفر عنك ما أسلفت من الذنوب . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها عنه من خطاياه . ولسوف ينتهي الصبر بالفرج إن شاء الله تعالى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : وأن الفرج مع الصبر .

ثالثاً : اعلمي أنه لا يصيب المرء من مكروه إلا بسبب ذنوبه ، قال الله تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) الشورى/30  .

فقد يكون ما أنت فيه من الضيق وعدم السعادة عقوبة من الله تعالى على عصيانك أهلك ، وإقدامك على هذا المحرم . ثم إن ندمك وتصحيحك لهذا الوضع إن شاء الله توبة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الندم توبة ، وإني لأرجو الله تعالى أن يزيل عنك ما تجدين من الهم والكرب بسبب هذه التوبة .

رابعاً : أكثري من بالدعاء ، واستشعري فقرك إلى الله ، واضطرارك إليه ، فإن الله تعالى يقول: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) النمل/62 . وقال : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) غافر/60 . وإذا وفق العبد للدعاء فإن الإجابة معه . واغتنمي مواطن الإجابة وأوقاتها كحال السجود وقبل التسليم من الصلاة ، والثلث الأخير من الليل . ويوم الجمعة لا سيما بعد صلاة العصر .

خامساً : عليك بنصح زوجك ، ولتتعاوني معه على طاعة الله تعالى ، والأخذ بيده ، وبداية حياة جديدة همكما فيها إرضاء الله تعالى .وفقكما الله تعالى إلى ما يحب ويرضى ، والله تعالى أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد