الحمد لله.
من أصول اعتقاد المسلم : أن يعلم أن الله خالق كل شيء ، ومدبره ، ومالكه ، وأن الله جل جلاله قد خلق كل شيء بقدر ، وأن كل مصيبة ، بل كل أمر يحدث من أمر الخلق ، فإنما هو في كتاب عند الله ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن الصبر على أقدار الله واجب للرب على عباده ، وأن الرضا بها : مفتاح الراحة ، والروح ، والسرور للمرء في عيشه .
فمتى علم العبد ذلك ؛ فتكلم بشيء من هذا الكلام ، أو احتسب عند الله ما يلاقيه من أمر الدنيا ، وأحوالها ، وهو يعلم أن ذلك إنما يجريه الله تعالى على خلقه بحكمته وعلمه ، فطلب الكفاية من الله والالتجاء إليه ، وأن يحفظه من تقلبات الأحوال واختلاف المقادير ، ويصونه من ألوان الفتن : فلا بأس بذلك ، ولا حرج على قائله ، إن شاء الله .
وإن كان الأولى بكل حال أن يعتمد المرء نصوص الشرع الواردة في الأبواب عند حصول
الشكاية ، من الغم والهم والكرب والظلم والدين وغير ذلك ، فإن السنة وردت في هذه
الأبواب بما فيه الشفاء والراحة :
روى مسلم (2867) عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ).
وعند الترمذي (3233) : (.. وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي
إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ )
وصححه الألباني .
وليسأل العبد ربه عز وجل أن يحفظه ويعافيه ، في دينه ودنياه ، وأهله وماله ، بما
ورد في السنة من ذلك ، كما ورد عن ابْن عُمَرَ، قال: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي،
وَحِينَ يُصْبِحُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي
وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ
رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ
يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ
أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)
رواه أبو داود (5074) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
ونحو ذلك مما ورد في السنة الثابتة .
فهذا أفضل وأكمل من اختراع أدعية وعبارات لم ترد في السنة بنصوصها أو ما يقاربها ،
وخاصة إذا خيف من ذلك معنى فاسد ، كالتسخط على أقدار الله ، أو سب الدهر ، أو نسبة
شيء من أمر الخلق ، إلى غير خالقه جل وعلا .
راجع لتمام الفائدة جواب السؤال رقم : (9571) ، (175548) .
والله تعالى أعلم .
تعليق