الحمد لله.
إخباركم بخلاف الواقع عن مكان سفر والدكم ، يعد كذباً ، ولا يبيحه خوفكم من الحسد ، أو من كلام الناس ، فكل ذلك ليس من الضرورات التي يباح لأجلها الكذب ، الذي جاء النهي عنه في قوله عليه الصلاة والسلام : ( إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ) رواه أبو داود (4989) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن أبي داود " .
وعليه ، فلا يجوز لكم أن
تكذبوا على من سألكم عن مكان سفر والدكم ، كما أنه لا يجوز لكم أن تطيعوا والدكم
إذا طلب منكم الكذب على من سأل عنه ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
لكن يغني عن الكذب استعمال المعاريض والتورية ، وهي : الكلام المحتمل لمعنيين ،
معنى يفهمه السامع ، ومعنى آخر يريده المتكلم .
فيقال – مثلاً – جواباً عمن سأل عن مكان سفر فلان ، إنه سافر إلى البلاد الفلانية
القريبة ، ويقصد المتكلم بقلبه سفراً سابقاً قد حصل للمسئول عنه ، ويفهم السامع أن
الكلام إنما هو عن السفر الحالي ، أو أن يكون مر بهذا المكان في طريقه إلى سفره
الأبعد ، فيذكر له سفره إلى المكان الذي يراد التمويه به ، ونحو ذلك ؛ فيؤتى بألفاظ
محتملة ليس فيها كذب محض .
وينظر للفائدة جواب السؤال
رقم : (154955) .
والله أعلم .
تعليق