الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز تسمية المولود بـــ " مهتدي " ؟

202915

تاريخ النشر : 30-12-2013

المشاهدات : 23879

السؤال


أنا حامل الآن ، وأفكر في أسماء الأولاد ، كنت أقرأ سورة الكهف وقرأت الآية " 17 " حيث قال الله تعالى: " من يهدى الله فهو المهتد " ومعناها من يهدى الله فهو المهتدى على الحقيقة ، في الحقيقة أحببت اسم "مهتد" ليكون اسما لطفلي إذا رزقني الله ، أحببت معنى "مهتد" وهى تعنى في هذا السياق الشخص الذي تمت هدايته من الله ، لكوني شخصية غير عربية ، ولا أعرف المعنى اللغوي ، ناقشت هذا الأمر مع إحدى الصديقات العربيات ، ولكنها أخبرتني بأن هذا الاسم غير شائع وأن كلمة " مهتد " خطأ من ناحية قواعد اللغة العربية من جهة استخدامها اسما ، وأن الكلمة الصحيحة يجب أن تكون " مهتدى " ، أنا منجذبة جدا لتسميته " مهتد" أكثر من " مهتدى " لأن كلمة " مهتد" سوف تذكرني بتلك الآية الجميلة ، من فضلكم : انصحوني . هل سيكون هذا الاسم جيدا ، أم لا ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
الأصل في كلمة ( المهتدي ) إثبات الياء ، ويجوز حذفها تخفيفا ، ويستعاض عنها بالكسرة .
قال الله تعالى في سورة الأعراف : (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) الأعراف/ 178.
وقال في سورة الإسراء : ( وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) الإسراء 97 .
وقال في سورة الكهف : ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) الكهف/ 17 .
قال ابن زمنين رحمه الله في تفسيره (1/381) : " (المهتد) وقعت في المصحف في هذا الموضع - أي في سورة الكهف - بغير ياء، ووقعت في الأعراف بالياء ، وحذف الياء جائز في الأسماء ، ولا يجوز في الأفعال " انتهى .

وعلى كل حال : فالوجه في التسمية أن تثبت فيها الياء "مهتدي" ، وهي مذكورة كذلك ، وبنفس المعنى في آيات أخرى ، سوى التي ذكرت .

ثانيا :
يكره التسمي بما فيه معنى تزكية النفس ، ؛ لما روى البخاري (192) ، ومسلم (2141) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ ، فَقِيلَ : تُزَكِّي نَفْسَهَا ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ ".
ينظر جواب السؤال رقم : (117474) ، (141081) .
ثالثا :
اسم " مهتدي " لا حرج فيه إذا لم يلاحظ فيه معنى التزكية ، وهو في معنى " راشد " و " صالح" ونحو ذلك من الأسماء ، ولا حرج في التسمية بهذه الأسماء إذا لم يقصد بها تزكية المسمى .
أما إذا لوحظ بهذه الأسماء ونحوها التزكية فإنه يكره التسمي بها .

روى الترمذي (1616) وصححه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ: يَا رَاشِدُ، يَا نَجِيحُ ) وصححه الألباني في " صحيح الجامع " برقم (4978) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الأسماء التي تدل على التزكية : تارة يتسمى بها الإنسان لمجرد كونها علَما : فهذه لا بأس بها، وتارة يتسمى بها مراعيا المعنى الذي تدل عليه ، فهذا يؤمر بتغيير الاسم ، فمثل (ناصر) أكثر الذين يسمون (ناصر) لا يريدون أنه ينصر الناس أبدا إنما يريدون أن تكون علما محضا فقط ، والذي يسمى (خالد) هل يريد أن ولده يخلد إلى يوم القيامة ؟ لا ، والذي يسمى (صالح) هل أراد أنه سمي صالحا لصلاحه .
لكن إذا لوحظ في ذلك معنى التزكية فإنه يغير ولهذا غير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم برة إلى زينب ، وامرأة اسمها برة غيرها إلى جويرية ، فهذا هو الميزان: إذا لوحظ فيه معنى التزكية يغير، وإذا لم يلاحظ فيه معنى التزكية فإنه لا يغير " انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (25/ 280-281) .

وعلى كل حال : فالذي ننصحك به أن تتخيري من الأسماء الحسنة ما هو مناسب ، وملائم ، ومقبول في بيئتك ، ومعناه الحسن واضح في لغتك ، ولا نفضل التسمية باسم مهتدي : لغرابته أولا ، سواء في بيئتك أو غيرها ، فقل في الناس من يتسمى بهذا ، ولا ينبغي للمرء أن يتعمد الإغراب في الأسماء التي يختارها لأبنائه ؛ ثم ينبغي عليه أيضا أن يختار ما لا إشكال فيه ، ولا يحتمل دخوله تحت نهي أو كراهة شرعية ، كالتزكية ونحو ذلك ؛ فالأصل الشرعي العام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
ينظر جواب السؤال رقم : (7180) لمعرفة الآداب التي ينبغي مراعاتها عند تسمية الأبناء .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب