الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز الزواج من امرأة "يزيدية" ؟

203158

تاريخ النشر : 25-10-2013

المشاهدات : 101932

السؤال


أنا رجل مسلم ومؤمن ، هل يجوز لي الزواج من بنت يزيدية ، أم لا ؟ مع العلم أنها كانت تريد الدخول في الإسلام ، لكن أهلها رفضوا ، وهي في أوربا وأنا في مصر .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
اليزيدية : فرقة منحرفة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية ، كانت في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية ، فما زال بهم الجهل ، وتطور البدع والضلال : حتى خرج بهم عن دين الإسلام ، بالكلية .
فقد بدأت جذور هذه الفرقة بعد معركة كربلاء في عهد يزيد بن معاوية ، وبعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه وكثيرين من آل البيت رضي الله عنهم ، فأخذ الشيعة يلعنون يزيداً ويتهمونه بالزندقة وشرب الخمر.
وبعد زوال الدولة الأموية بدأت اليزيدية على شكل حركة سياسية ، فأحبوا يزيد واستنكروا لعنه خاصة ، ثم استنكروا اللعن عامة ، حتى استنكروا لعن إبليس ، وعكفوا على كتاب الله يطمسون كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة ، بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن ، وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين ، ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن .

معتقداتهم:
• جرَّهم اعتبار إبليس طاووس الملائكة إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكفِّ المضمومة وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال .
• الشهادة : يقولون : أشهد واحد الله ، سلطان يزيد حبيب الله .
• الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية .
• الزكاة : تجمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتجبى إلى رئاسة الطائفة .
• الحج : يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل في المرجة النورانية في لالش بالعراق .
• الصلاة : يصلون في ليلة منتصف شعبان ، يزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة .
• الحشر والنشر بعد الموت : سيكون في قرية باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يدي الشيخ عدي بن مسافر الذي سيحاسب الناس ، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.
• يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي والشيخ شمس الدين ، والشيخ حسن وعبد القادر الجيلاني ، ولكل مرقد خدم ، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.
• يحرمون التزاوج بين الطبقات ، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.
• يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس .
• يحرمون أكل الخس والملفوف (الكرنب) والقرع والفاصوليا ولحوم الديكة وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم ، لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة في زعمهم ، ولحوم الدجاج والسمك والغزلان ولحم الخنزير.
• اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه ، وله دعاء قبل النوم.
• لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القربان وعيد الجماعة وعيد يزيد وعيد خضر إلياس وعيد بلندة ولهم ليلة تسمى الليلة السوداء حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.
• يقولون في كتبهم: ( أطيعوا وأصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى وأهل الإسلام لأنهم لا يدرون ماهيته ، ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون) .
• يعظمون النصرانية ، حتى إنهم يقبلون أيدي القسس ويتناولون معهم العشاء الرباني ، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي .
• أخذوا عن النصارى (التعميد) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تسمى (عين البيضاء) ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي فيوضع في الماء وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً (بطاووس ملك) أي إبليس.
• عندما دخل الإسلام منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية فانتقلت بعض تعاليم هذه العقيدة إلى اليزيدية .
• داخلتهم عقائد المجوس والوثنية فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية ، والتنظيم عندهم (الله ـ يزيد ـ عدي) .
راجع : "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" (1/ 371-376) .
وراجع لمزيد العلم والمعرفة باعتقاداتهم وضلالاتهم :
- "اليزيديون في حاضرهم وماضيهم" / عبد الرزاق الحسني .
- "اليزيدية، أحوالهم ومعتقداتهم" / الدكتور سامي سعيد الأحمد .
- "اليزيدية وأصل عقيدتهم" / عباس الغزَّاوي .
- "ما هي اليزيدية؟ ومن هم اليزيديون؟" / محمود الجندي .

ويتضح مما سبق:
أن اليزيدية فرقة منحرفة ضالة ، خارجة عن الإسلام ؛ فمن كان هذا دينه : لا يشك في كفره ، ومنافاة دينه لدين الإسلام الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم .

وبناء عليه :
فلا يجوز للمسلم نكاح امرأة يزيدية ، كما لا يجوز له نكاح المشركات والمجوسيات ونحوهن ، ولم يستثن من أهل الكفر الخارجة عن دين الإسلام ، في أمر النكاح : سوى اليهود والنصارى ، لأنهم أهل كتاب في أصل دينهم ، وأما اليزيديون ، ونحوهم : فليس لهم كتاب أصلا ؛ بل هي طائفة مرتدة ، جمعت ألوانا من الكفر في ملة واحدة ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَلاَ تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) البقرة/ 221.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/102) :
" وَسَائِر الْكُفَّارِ غَيْرُ أَهْلِ الْكِتَابِ لَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَحْرِيمِ نِسَائِهِمْ وَذَبَائِحِهِمْ ، وَالْمُرْتَدَّةُ يَحْرُمُ نِكَاحُهَا عَلَى أَيِّ دِينٍ كَانَتْ " انتهى مختصرا .
راجع جواب السؤال رقم : (13808) ، (20884) ، (132478) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب