الحمد لله.
روى مسلم ( 2789 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ : ( خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ) .
وهذا الحديث قد أعله غير واحد من أهل العلم ، وجعله البخاري وغيره من كلام كعب الأحبار ، انظر جواب السؤال رقم : (119516) ، (145806) .
وعلى تقدير صحته : فيكون معنى النور : النور المخلوق الذي يضيء الله به لخلقه.
قال الإمام الطبري رحمه الله :
" (خلق الله النور يوم الأربعاء) يعني بالنور الشمس ، إن شاء الله " .
انتهى من "تاريخ الطبري" (1/ 24) .
وفي "المرقاة" (9/ 3666):
" قَالَ الْأَكْمَلُ: وَالنُّورُ هُوَ الظَّاهِرُ بِنَفْسِهِ ، الْمُظْهَرُ
لِغَيْرِهِ " انتهى .
فيكون معنى قوله : ( خلق النور يوم الأربعاء ) أي : خلق الشمس والقمر والأجرام
السماوية وما ينبعث منها من نور وضياء إلى الأرض وإلى أجواء السماء يوم الأربعاء .
وينظر : "الأنوار الكاشفة" ، للشيخ المعلمي رحمه الله (ص: 188-191)
والله تعالى أعلم .
تعليق