الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

حامل تركت الصلاة لتسعة أشهر ثم تابت فما حكم نكاحها ؟

211897

تاريخ النشر : 22-04-2014

المشاهدات : 13799

السؤال

في اليوم الذي طلب مني والدي سماع رأيي بخصوص تزويجي بدأت أصلي ، لعلمي أن بعض العلماء لا يقرون نكاح من لا تصلي ، ولم أكن أصلي من قبلُ كل الصلوات ، ثم تم النكاح بعد ذلك بيوم ، ويوم النكاح صليت الفجر والظهر فقط، ثم بعد النكاح كنت أصلي بعض الصلوات لعدة أيام ثم جاءت دورتي الشهرية، وعند ذلك شعرت بالكسل –اسأل الله أن يغفر لي- وتوقفت عن الصلاة تماماً لمدة تسعة أشهر، وكنت أكذب على زوجي بأني أصلي، وهو الذي كان يظنني محافظة على الصلوات قبل وبعد الزواج . وقد حملت بجنيني الأول في الشهر الثاني من الزواج مباشرة ولم أكن أصلي حينها بالطبع، وما زلت حاملاً حتى الآن، لكنني أصبحت أصلي والحمد لله.

فهل لكل هذا تأثير على النكاح؟ أي هل نكاحي صحيح؟

الجواب

الحمد لله.

اختلف العلماء رحمهم الله في كفر تارك الصلاة إذا لم يجحد وجوبها ، فقال بعضهم وهو مذهب الإمام أحمد وجمع من السلف: هو كافر كفراً يخرج من ملة الإسلام ويعتبر مرتداً.
وقال جمهور العلماء : لا يكفر بتركها إذا لم يجحد وجوبها لكن تجب استتابته ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل حداً لا كفراً .
وينظر جواب سؤال رقم : (5208) .
واختلف القائلون بكفر تارك الصلاة فيمن يصلي أحيانًا ويترك أحيانًا أخرى ، فمنهم من قال : يكفر بترك فريضة واحدة عمداً ، حتى يخرج وقتها ، ومنهم من قال : لا يكفر حتى يتركها تركًا مطلقًا.
وهذا اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ـ
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم: (83165) ورقم (185619) .
ثانيًا:
إذا كنت قد صليت قبل النكاح ، فقد وقع النكاح صحيحا ، ولا إشكال في ذلك .
فإذا حصل ترك الصلاة مطلقا بعد النكاح ، لمدة تسعة أشهر ، كما قد ذكرت ، فإن ذلك مبني على الخلاف المذكور في حكم تارك الصلاة ؛ فأما على مذهب جمهور العلماء : أنه لا يحكم بردة تارك الصلاة ، فلا إشكال ، والنكاح باقٍ على صحته ، خاصة وقد تبت أنت بعد ذلك ، والتزمت بالصلاة .
وأما على مذهب من يرى كفر تارك الصلاة ، وردته : فإن النكاح لا ينفسخ نهائيا بينكما ، بمجرد ذلك ، بل يوقف أمره على انقضاء العدة ، فإذا تاب من وقع في الردة من الزوجين ، قبل انقضاء العدة : فالنكاح باق على حاله .
وإن انقضت العدة : فرق بينهما ، وانفسخ النكاح .
والحاصل :
أنه ما دمت قد تبت ، والتزمت بأداء الصلاة ، وأنت ما زلت حاملا ، لم تضعي جنينك : فنكاحك صحيح ، ولا إشكال فيه إن شاء الله .
لكن الأمر المهم حقا أن تعلمي أن شأن الصلاة أعظم من أن ندعه للكسل وهوى النفوس ؛ فهي أهم أعمال البدن ، وأعظم ما طلبه الله من عباده بعد دخولهم في دينه .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب