الحمد لله.
أولا :
لا شك أن حلق اللحية معصية ؛ لما في حلقها من مخالفة الأمر النبوي بإعفائها ، ولما في ذلك من التشبه بالكفار الذين يتزينون بحلق لحاهم ، وكذا التشبه بالفساق والنساء والمخنثين من الرجال .
راجع جواب السؤال رقم : (1189) .
ثانيا :
من المواطن التي ينبغي مراعاة تمام الحكمة فيها : عندما يحتاج الإنسان إلى وعظ أحد والديه ، ونصحه وتذكيره عند ، ترك واجب ، أو فعل محرم .
ونجمل النصح في هذا الموطن ،
وبخصوص هذه المسألة فيما يلي :
أولا :
الاقتداء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام عندما جاء ينصح أباه ويذكره ويدعوه إلى
الإيمان ، ومن صور هذا الاقتداء :
- التلطف إليه في النصح بقوله له : يا أبت ، يا أبت ، يا أبت .
- بيان أن سبيل الهداية هو العلم ، كما في قوله له : ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ
جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا
سَوِيًّا ) .
- بيان أن سبيل العصيان هو سبيل الشيطان الذي تكبر على ربه وعصاه ، وذلك في قول
إبراهيم لأبيه : ( يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ
لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا )
- أنه إنما ينصحه خوفا عليه أن يصيبه ما يصيب أهل العصيان من عذاب الله : ( يَا
أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ) .
- مقابلة الإساءة بالصبر عليها ، واحتمالها ، والصفح عنها ؛ فإنه لما قال له أبوه :
( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) ( قَالَ سَلَامٌ
عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) .
ثانيا :
بيان أن السعادة في امتثال الأمر النبوي ، وأن البؤس في مخالفته ، وأن في إعفاء
اللحية : التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وصحبه رضي الله عنهم ، والصالحين من
عباد الله ، وأن في حلقها التشبه بمن ذكرنا آنفا !!
ثالثا :
أن إعفاء اللحية عنوان الرجولة ، ومظهر من مظاهر تمامها ، وفي حلقها تخنث وتشبه
بالنساء .
رابعا :
الاستعانة في نصحه ببعض الكتيبات ، أو المقاطع المرئية والمسموعة التي تتحدث عن هذا
الموضوع ، فتُقدم إليه بصورة مهذبة ليطلع على ما فيها .
خامسا :
كثرة الدعاء له أن يهديه الله إلى إعفائها وعدم حلقها .
وينظر لمزيد الفائدة جواب
السؤال رقم : (52891) .
والله تعالى أعلم .
تعليق