الحمد لله.
لا يجوز نسبة الهبة إلى الطبيعة أو إلى شيء منها ، فيقال : هذا من هبة الطبيعة ، ومن هذا قول بعضهم " مصر هبة النيل " لأن النيل من هبة الله ، وما ترتب عليه من الخير والبركة لا يجوز نسبته إلا إلى الله تعالى ؛ قال الله تعالى : ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) النحل/16 .
وأما نسبة الشيء إلى الطبيعة ، أو شيء منها ، فمن فعل هؤلاء الكفار الذين يردون حوادث الكون ، وما فيه من تغييرات : إلى الطبيعة .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب : ( لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة ) ولو ادعى في ذلك أنه مجاز ؛ لأن فيه تلبيسا على الناس ، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد ، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب ، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة ، فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات ؛ صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم ، وبعدا عما يلهجون به في حديثهم ، حتى يكون طاهرا من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة ، وعقيدته الباطنة ، ويجب عليه قبول النصيحة ، وألا يتمحل لتصحيح خطئه ، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه ، فالحق أحق أن يتبع ، وقد قال الأول : إياك وما يعتذر منه " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 162) .
والمشهور أن مقولة " مصر هبة
النيل " منسوبة للمؤرخ اليوناني القديم " هيرودوت "
"484-425ق. م" . انظر : - " معالم تاريخ الشرق الأدني القديم " (ص 50) لمحمد أبو
المحاسن عصفور .
فأصل هذه المقولة : من إطلاق الكافرين ، لا من إطلاق الموحدين ؛ مع ما يدل عليه
ظاهرها من الإلحاد .
وعليه :
فلا يجوز أن يقال : " مصر هبة النيل " .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (34817)
، ورقم : (158980) .
والله أعلم .
تعليق