الحمد لله.
أولا :
يجب عليك مدافعة الوساوس التي ترد بخاطرك ، وعدم الاسترسال معها ، لأنها من كيد الشيطان ومكره السيء ، وربما صور لك الذنب كفرا ، والخطيئة ردة .
ثانيا :
لا يجوز الاستهزاء بالناس أو السخرية منهم أو تعييرهم بعيب أو ذنب ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات/11 ، انظر جواب السؤال رقم : (125973) .
ولكن هذا لا يعتبر ردة عن الإسلام ، وإن كان معصية محرمة .
ثالثا :
وصف الرجل بأنه ديوث وصف منكر ، ولا يخرج الواصف من هذا المنكر إلا بأحد إثمين : إما أن يكون الموصوف يستحق هذا الوصف ، فهي غيبة محرمة من كبائر الذنوب ، وإما أن لا يكون مستحقا لهذا الوصف وبريئا منه فهو بهتان وكذب عظيم إثمه أعظم من إثم الغيبة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ )، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ) ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) " رواه مسلم (2589) .
والواجب على المسلم أن يحفظ لسانه وأن يمسكه عما يغضب الله تعالى ويضيع عليه حسناته .
والواجب أيضا : نصح هذا المتكلم في أعراض الناس وزجره لا موافقته ، فمن سمعه يسب الناس ثم ضحك على هذا السب المحرم فقد وقع في الإثم هو الآخر ، لأن الواجب على المستمع أن ينكر على المتكلم بهذه الغيبة أو البهتان ، فكيف يسكت ثم يضيف إلى هذا السكوت : الضحك ، الذي يدل على رضاه بهذا السب وسروره به ؟!
غير أن هذا الضحك لا يعتبر ردة عن الإسلام .
وكذلك الضحك من بكاء الناس لا يعد ردة وكفرا ، ولكنه خلق مذموم ، فالواجب ترك ذلك والتوبة منه .
وقد عُرف لدى عموم الناس أن الضحك بغير سبب موجب له، من إساءة الأدب .
ومن ضحك من بكاء الناس في الصلاة من خشية الله فهو أعظم إساءة وظلما لنفسه ، وكان الأحرى به أن يبكي هو الآخر من خشية الله ، فإن لم يمكنه ذلك فليبك على حاله حيث وقف بين يدي الله وهو يضحك على عباده الخاشعين .
أما إذا غلب الضحك على بعض الناس ، وهو يدافعه ، ولكنه لا يقدر عليه ، فلا شيء عليه ، ولكن عليه ألا يعرض نفسه إلى ما يثير ضحكه بغير سبب ، أو يثير ضحكه على الناس ، لأن ذلك كله من مذام الأخلاق ، وليس شيء من ذلك من الكفر والردة ، إلا إذا دل على أن صاحبه يستهزئ بالدين أو يسخر بشيء من أحكام الشريعة الإسلامية ، أو يسخر بأحد من الناس لالتزامه بالسنة فيعيب السنة بالسخرية منه ، فهذا شيء آخر يختلف عن الضحك على الشخص .
وحيث إنك تذكر أنك تقاوم ذلك من نفسك ، ولا يبدو منك الضحك ، فنرجو ألا يكون عليك فيه شيء ، ولكن عالج ذلك وحاول أن تفعل كما يفعلون ، وتعلم منهم الخشية من الله ، ولا تجالس الذين لا هم لهم إلا السخرية من الناس والاستهزاء بهم ، فمثل هذا يجر إلى فساد عظيم .
راجع جواب السؤال رقم : (163627) ، (202455) لمعرفة ضابط ما يعد استهزاء بالدين من التصرفات والأقوال .
والله تعالى أعلم .
تعليق