الخميس 18 جمادى الآخرة 1446 - 19 ديسمبر 2024
العربية

هل يشرع قراءة سورة البقرة أربعين يوما لاستجابة الدعاء ؟

216968

تاريخ النشر : 27-05-2014

المشاهدات : 137057

السؤال


رأيت بعض المسلمين يقرأون سورة البقرة لمدة أربعين يوماً ثم يدعون ما شاءوا لأنهم يعتقدون أنّ دعائهم سيكون حينها مستجاباً، وأنا أظن فعلهم بدعة وأريد أن أفهم هل هناك فضيلة للأربعين يوماُ فقد رأيت العديد من المسلمين يربطون بين العبادة ومدة الأربعين يوماً؟

الجواب

الحمد لله.


قراءة القرآن لها أجر عظيم ، ولها أثر عظيم في جلب السعادة والخير والتوفيق واستجابة الدعاء ، وكذلك كل طاعة لله ، لعموم قول الله تعالى في الحديث القدسي : ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) ، رواه البخاري (6502)
وروى أحمد (19384) والترمذي (2917) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (257)
قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (8/189) :
"( مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ ) أَيْ فَلْيَطْلُبْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى بِالْقُرْآنِ مَا شَاءَ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
أَوْ الْمُرَادُ : أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ فَلْيَسْأَلْهَا مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، أَوْ بِآيَةِ عُقُوبَةٍ فَيَتَعَوَّذُ إِلَيْهِ بِهَا مِنْهَا .
وَإِمَّا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَقِيبَ الْقِرَاءَةِ بِالْأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ . وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ وَإِصْلَاحِ الْمُسْلِمِينَ فِي مَعَاشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ " انتهى .
ولكن لا يشرع التعبد بتحديد سورة معينه أو عدد معين أو زمن معين لم يرد في الشريعة ، فإن ذلك من البدع ، وهي من أسباب رد العمل وحرمان صاحبه من الأجر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718) .
ولم يرد في الشرع المطهر – فيما نعلم – أن قراءة سورة البقرة بخصوصها مدة أربعين يوما تكون سببا لاستجابة الدعاء ، فهذا التحديد غير مشروع .
وينظر جواب السؤال رقم : (110715) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب