الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

الأدلة على أن السحر يكون من عمل الشياطين .

218188

تاريخ النشر : 12-07-2014

المشاهدات : 51574

السؤال


ما هي الأدلة الواضحة على أن للجن دورا في السحر؟ ما حكم السحر ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
السحر من المنكرات العظيمة ، ومن كبائر الموبقات ، بل هو من نواقض دين الإسلام ، إذا كان تعلمه ومباشرته عن طريق الاستعانة بالشياطين .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" تعليم السحر وتعلمه منكر عظيم ، ومن الشرك الأكبر ؛ لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن ، والاستغاثة بهم والتقرب إليهم ، وما يهديهم من الذبائح والنذر " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (1/ 355-356) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" السحر أكبر الكبائر بعد الشرك ، وهو كفر بالله عز وجل ، وهو قرين الشرك ، فالساحر والذي يصدق بالسحر كلاهما سواء " .
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ صالح بن فوزان" (1/ 42) .

أما إذا كان صاحبه يتوصل إليه باستخدام عقاقير محسوسة ، ومواد كيميائية ، ونحو ذلك : فلا يكفر صاحبه .
والساحر حده القتل بكل حال .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" السحر نوعان : نوع كفر، ونوع عدوان وظلم.
أما الكفر : فهو الذي يكون متلقىً من الشياطين ، فالذي يُتلقى من الشياطين : هذا كفر مخرج عن الملة ، يُقتل متعاطيه .
النوع الثاني من السحر: سحر لا يكون بأمر الشياطين ، لكنه بأدوية وعقاقير وأشياء حسية ، فهذا النوع لا يُكفِّر ، ولكن يجب أن يقتل فاعله درءاً لفساده وإفساده " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 2) بترقيم الشاملة .

ثانيا :
من الأدلة الشرعية على أن السحر يكون عن طريق مردة الجن وهم الشياطين : قول الله عز وجل : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) البقرة/ 102 .
قال ابن جرير رحمه الله :
" معنى الكلام : واتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر على ملك سليمان ، وما كفر سليمان ، فيعمل بالسحر، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " .
انتهى من " تفسير الطبري " (2 /417) .
وقَالَ مُجَاهِدٌ : " كَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَسْتَمِعُ الْوَحْيَ ، فَمَا سَمِعُوا مِنْ كَلِمَةٍ إِلَّا زَادُوا فِيهَا مِائَتَيْنِ مِثْلَهَا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ عَلَّمَتْهُ النَّاسَ ، وَهُوَ السِّحْرُ " .
انتهى من " تفسير ابن كثير" (1/ 348) .
وقال قتادة : " ذكر لنا، والله أعلم ، أن الشياطين ابتدعت كتابا فيه سحر وأمر عظيم ، ثم أفشوه في الناس وعلموهم إياه " .
انتهى من " تفسير الطبري " (2/ 410) .

وفي تفسير قول الله عز وجل : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) الفلق/ 4 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" النفاثات في العقد : هن الساحرات ، يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة ، فيها أسماء الشياطين على كل عقدة ، تعقد ثم تنفث ، تعقد ثم تنفث ، تعقد ثم تنفث ، وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً، فيؤثر هذا السحر بالنسبة لهذا المسحور " انتهى من " لقاء الباب المفتوح " (107/ 11) بترقيم الشاملة .

قال ابن باز رحمه الله :
" السحر : بين الله جل وعلا في كتابه العظيم ، وهكذا رسوله صلى الله عليه وسلم : أنه موجود ، وأن السحرة موجودون ، وأن الشياطين هم الأساتذة ، هم الذين يعلمونهم السحر ، شياطين الجن هم الذين يعلمون شياطين الإنس السحر ، والسحر يكون بالرقى الشيطانية ، والتعوذات الشيطانية ، والعقد والنفث ، كما قال تعالى: ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (3/ 272) .

وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (9432) ، (11114) ، (102648) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب