الحمد لله.
أولا :
يستحب الإكثار من الاستغفار بالليل والنهار ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله عز وجل في اليوم مائة مرة ، ونحن إلى الاستغفار أحوج ، وكلما زاد العبد من الاستغفار فهو أفضل .
وهكذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن فضلها عظيم ، وثوابها جزيل ، وكلما أكثر منا المسلم فهو أفضل .
وأما تحديد ذلك بعدد معين :
فإن كان لمجرد أن ينشط الإنسان ، ويلزم نفسه بهذا الورد كل يوم ، ولا يقصر عنه ، من
غير أن يعتقد أن لهذا العدد فضلا خاصا : فهو جائز ولا بأس به .
وعلى ذلك يحمل ما ورد عن بعض السلف ، من التزام أوراد معينة في التسبيح أو الذكر أو
الاستغفار ، ونحو ذلك .
أما إن اعتقد أن هذا العدد له فضل خاص ، وأن من قاله حصل له كذا وكذا ، فهذا هو الذي يدخل في البدعة .
وما ذكرته عن الصحابة
والتابعين لا نعرف له أصلا ، لكن قد ورد أشياء من ذلك عن بعض السلف ، وإن لم يكن
بالتحديد المذكور :
قَالَ عِكْرِمَةُ : " كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ
عَشْرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ ، وَيَقُولُ: أُسَبِّحُ عَلَى قَدْرِ دِيَتِي " انتهى
من " البداية والنهاية " (11/379) .
وذُكر أن خالد بن معدان ، وكان من سادة التابعين : " كَانَ يُسَبِّحُ فِي الْيَوْمِ
أَرْبَعِينَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ " انتهى من " تاريخ الإسلام " للذهبي (3/41) .
وكان عمير بن هانئ " يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ مائَة أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ " .
انتهى من " سير أعلام النبلاء " (13/217) .
وقد ذكر بعض العلماء عن المتعبدين أنهم كانوا يكثرون من الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم لا سيما يوم الجمعة ، فكانوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
اليوم ألف مرة . انظر " إحياء علوم الدين " (1/167) .
ثانيا :
حيث إنك كنت معتادا هذه العادة السيئة ، وقد وفقك الله للتوبة منها ، فننصحك أن
تعجل بالزواج ، فإنه يعنيك على إكمال التوبة والاستمرار عليها ، وقد أمر النبي صلى
الله عليه وسلم من استطاع من الشباب تكاليف الزواج أن يتزوج ، فبه تحصل العفة ، وبه
ينصرف الإنسان عن فعل الحرام . وفيه مصالح كثيرة .
ولا ينبغي أن يصدك عن هذا ما
تذكره من سرعة القذف ، فإن هذا من الشيطان ليصدك عن الخير ، وأنت إذا توكلت على
الله تعالى وأحسنت الظن به ، فسوف يعينك وييسر لك العفاف بزوجك ، إن شاء الله ؛ وقد
قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
الطلاق/2-3.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُكَاتَبُ الَّذِي
يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ ، وَالْمُجَاهِدُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه ،
وحسنه الألباني في " مشكاة المصابيح " (3089) .
والله أعلم .
تعليق