الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

الفرق الثنتين والسبعين الخارجة عن منهج أهل السنة والجماعة

220903

تاريخ النشر : 05-08-2014

المشاهدات : 164741

السؤال


قرأت في موقعكم إن حديث 73 فرقة كلها في النار الا واحدة قلتم وإن دخلوا النار فإنهم لا يخلدون فيها قال أبو الفرج بن الجوزى فى كتاب تلبيس إبليس إن أصول الفرق ستة هى :- الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وكل فرقة انشق عنها 12 وبذلك يصبح عدد الفرق 72 . السؤال هل هذه الفرق المشركة متل الرافضة والنصيرية والإسماعيلية الداخلة بهذه الفرق رغم إن منكراتهم عظيمة والخلاف معهم بالأصول لا يخلدون في النار والمسلم الموحد التارك للصلاة كسلا بالكلية يكون كافر ويخلّد بالنار كما أفتيتم!! وهل صحيح إن فرق 72 هم هؤلاءالفرق الذي صنفها أبو الفرج بن الجوزي ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة ) وهو حديث صحيح ، انظر إجابة السؤال رقم : (164958) .

ولا يصح إعطاء حكم واحد لجميع الأشخاص المنتسبين لهذه الفرق ، بل كل شخص له الحكم الذي يستحقه ، إذ منهم العالم ومنهم الجاهل ، ومنهم من وصل إلى حد الكفر ومنهم من هو دون ذلك . فأما الكافر : فمخلد في النار ، وأما العاصي والمبتدع فكلاهما تحت مشيئة الله تعالى : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

" النبي صلى الله عليه وسلم قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة) - يعني كلها هالكة إلا واحدة - ، (وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) ، فالواحدة هم أهل السنة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان، أهل التوحيد والإيمان، والثنتان والسبعون، متوعدون بالنار، فيهم الكافر وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع. فمن مات منهم على الكفر، فله النار مخلدا فيها، ومن مات على بدعة دون كفر، أو على معصية دون كفر، فهذا تحت مشيئة الله، هم متوعدون بالنار، وبهذا يعلم أنهم ليسوا كلهم كفارا، بل فيهم الكافر وفيهم غيره من العصاة والمبتدعة " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (3/ 134-135) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الشيعة: هم كل من يزعم أنه يتشيع لآل البيت، أي: لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم طوائف وفرق كثيرة، وقد ذكر المتكلمون على فرق هذه الأمة أنهم يزيدون على عشرين فرقة، وهذا يعني أننا لا يمكن أن نحكم على جميعهم بحكم واحد، بل لا بد أن ننظر ماذا يفعلون ؟ وماذا يعتقدون في النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وماذا يعتقدون في الصحابة؟ فمثلاً: إذا قالوا: نحن نعتقد أن علي بن أبي طالب إله وربٌّ، كما يُذكر عن عبد الله بن سبأ ، وكذلك من قال: إن الصحابة ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً من آل البيت فهم كفار .

ومن قال: إن علياً ولي وأنه أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأن المسلمين أجمعوا على أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل البشر.

والمهم أن ننظر إلى عقيدة هذا الرافضي أو الشيعي، فإذا كانت تقتضي الكفر حكمنا بكفره، وإذا كانت لا تصل إلى الكفر بل هي بدعة تجعله فاسقاً لا كافراً حكمنا بما تقتضيه بدعته " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (36/ 9) بترقيم الشاملة .

ثانيا :

هذه الفرق لم يعينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، واجتهد العلماء في تحديد أصولها وتعيينها ، وكل تكلم حسب اجتهاده ، والضابط في تحديد هذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة ، هو : أن كل فرقة خالفت أهل السنة في أصل من أصول الدين ، فإنها تخرج بذلك عن أهل السنة والجماعة وتدخل في هذه الفرق .

قال الشاطبي رحمه الله :

" هَذِهِ الْفِرَقَ إِنَّمَا تَصِيرُ فِرَقًا بِخِلَافِهَا لِلْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فِي مَعْنًى كُلِّيٍّ فِي الدِّينِ وَقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ، لَا فِي جُزْئِيٍّ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ، إِذِ الْجُزْئِيُّ وَالْفَرْعُ الشَّاذُّ لَا يَنْشَأُ عَنْهُ مُخَالَفَةٌ يَقَعُ بِسَبَبِهَا التَّفَرُّقُ شِيَعًا، وَإِنَّمَا يَنْشَأُ التَّفَرُّقُ عِنْدَ وُقُوعِ الْمُخَالَفَةِ فِي الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ " انتهى من "الاعتصام" (ص 712) .

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" كل من اتبع الكتاب والسنة قولية أو عملية وما أجمعت عليه الأمة ولم تستهوه الظنون الكاذبة ولا الأهواء المضلة والتأويلات الباطلة التي تأباها اللغة العربية - التي هي لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها نزل القرآن الكريم - وتردها أصول الشريعة الإسلامية، كل من كان كذلك فهو من الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.

أما من اتخذ إلهه هواه وعارض الكتاب والسنة الصحيحة برأيه أو رأي إمامه وقول متبوعه حمية له وعصبية، أو تأول نصوص الكتاب والسنة بما تأباه اللغة العربية وترده أصول الشريعة الإسلامية فشذ بذلك عن الجماعة فهو من الفرق الثنتين والسبعين التي ذكر الرسول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم بأنها جميعها في النار .

إذاً فأمارة هذه الفرق التي بها تعرف: مفارقة الكتاب والسنة والإجماع بلا تأويل يتفق مع لغة القرآن وأصول الشريعة ويعذر به صاحبه فيما أخطأ فيه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 222-223) .

وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (112130) ، وإجابة السؤال رقم : (113676) .

ثالثا :

قول السائل : " المسلم الموحد التارك للصلاة كسلا بالكلية " . يجاب عليه بأن تارك الصلاة ليس مسلما ، لأن معنى الإسلام هو الاستسلام لله تعالى والانقياد له ، فلو كان هذا الشخص مسلما لما عاش عمره كله لا يسجد لله تعالى، فرجل يعيش دهره لا يصلي لله قط ، وإذا نصح لم يلتفت لنصح الناصح ، وإذا خوف بالله لم يخف ، وإذا قيل له : إن أهل العلم يكفرون تارك الصلاة وقد جاءت الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على ذلك لم ينزجر ، ويصر على ترك الصلاة فهذا لا يكون مسلما ولا مستسلما منقادا لأمر الله . وانظر إجابة السؤال رقم : (5208) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب