الحمد لله.
اتفق العلماء على أنه يستحب للمحرم بالحج أو العمرة أن يكثر من التلبية ( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ) ثم إذا فرغ منها صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وسأل الله ما أحب كسؤاله الجنة والاستعاذة به من النار .
وقد رود في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، غير أن إسناده ضعيف .
روى الدارقطني (2507) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " (5/46) عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ تَلْبِيَتِهِ سَأَلَ اللهَ رِضْوَانَهُ , وَمَغْفِرَتَهُ , وَاسْتَعَاذَ بِرَحْمَتِهِ مِنَ النَّارِ " .
قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " : إسناده ضعيف . وانظر : " تلخيص الحبير " (1005) .
وكان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق يقول : " كان يؤمر إذا فرغ من تلبيته أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
"ومعقولا أن الملبي وافد الله ، وإن منطقه بالتلبية منطقه بإجابة داعي الله ، وأن تمام الدعاء ورجاء إجابته الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يسأل الله تعالى في إثر كمال ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ، ويتعوذ من النار ، فإن ذلك أعظم ما يسأل ، ويسأل بعدها ما أحب " انتهى من " معرفة السنن والآثار " للبيهقي (8/35) . ترقيم الشاملة .
وقال أيضاً :
" الاختيار عندي أن يفرد ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من التلبية ولا يصل بها شيئا ، إلا ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعظم الله تعالى ويدعوه بعد قطع التلبية " .
انتهى من " الأم " (2/169-170) .
وقال النووي رحمه الله :
" يستحب إذا فرغ من التلبية أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يسأل الله تعالى رضوانه والجنة ، ويستعيذ به من النار ، ثم يدعو بما أحب " .
انتهى من " المجموع " (7/260).
وقال ابن قدامة رحمه الله : " وَإِذَا فَرَغَ مِنْ التَّلْبِيَةِ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا بِمَا أَحَبَّ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " انتهى من " المغني " (5/107) .
وقال ابن قاسم رحمه الله في حاشيته على الروض المربع (3/574) : "ويسن الدعاء بعد التلبية بما أحب بلا نزاع ، لأنه مظنة إجابة الدعاء ، ويسأل الله الجنة ، ويعوذ به من النار" انتهى .
وقال ابن الشيخ عثيمين رحمه الله : " وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية ، خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان ، مثل أن يعلو مرتفعاً ، أو ينزل منخفضاً، أو يقبل الليل أو النهار ، وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ، ويستعيذ برحمته من النار" .
انتهى من " فتاوى ابن عثيمين "(24/378) .
والله أعلم .
تعليق