الحمد لله.
أولاً :
هذا الحديث يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ ).
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/ 164)، وعبد بن حميد – كما في " المنتخب " (رقم653)- والطبراني في " المعجم الكبير " (11/393)، و" المعجم الأوسط " (1/243)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/698).
جميعهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عباس .
قال الطبراني :
" لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة ، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد "
وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان هذا هو الكوفي العبسي ، اتفق المحدثون على ضعف حديثه ورده، بل قال ابن المبارك : ارم به . وضعفه جدا أحمد بن حنبل ، وقال فيه أيضا : منكر الحديث ، قريب من الحسن بن عمارة ، والحسن بن عمارة متروك الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو حاتم : تركوا حديثه . ينظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (1/145).
ولذلك ضعف العلماء هذا الحديث ، فقال ابن بطال : " إبراهيم هذا هو جد بني شيبة ، وهو ضعيف ، فلا حجة في حديثه ، والمعروف القيام بعشرين ركعة في رمضان عن عمر وعلي " انتهى من " شرح صحيح البخاري " (3/141) .
وقال الزيلعي رحمه الله :
" هو معلول بأبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، جد الإمام أبي بكر بن أبي شيبة ، وهو متفق على ضعفه ... ثم إنه مخالف للحديث الصحيح عن عائشة ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) " انتهى باختصار من " نصب الراية " (2/153).
وضعفه كل من : ابن عبد البر في " التمهيد " (8/115)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/698)، وابن الملقن في " البدر المنير " (4/350)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (3/173)، وابن حجر العسقلاني في " الدراية " (1/203)، وعده الذهبي في " ميزان الاعتدال " (1/48) من المناكير ، وقال ابن حجر الهيتمي في " الفتاوى الكبرى " (1/195) : إنه شديد الضعف . وضعفه القسطلاني في " المواهب اللدنية " (3/306)، والسيوطي – كما في " الحاوي " (1/413) - وحكم عليه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (560) بأنه موضوع .
وبهذا يتبين أن العلماء متفقون على تضعيف هذا الحديث .
ثانيا :
ثبت في صحيح البخاري وغيره أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فقالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ) .
فهذه عائشة رضي الله عنها تخبر عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى التراويح عشرين ركعة لم يخف ذلك على عائشة رضي الله عنها .
ثالثا :
أما عدد ركعات صلاة التراويح فقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (82152) ، (9036).
رابعا :
أما وصف بعض الناس خصومهم بأنه وهابية فينظر في ذلك الفتوى رقم (10867) ، (120090) .
والله أعلم .
تعليق