الحمد لله.
لا يعرف في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغمض عينيه في شيء من عباداته ، سواء في الصلاة أو في قراءة القرآن أو الذكر أو الدعاء أو الخطبة أو غير ذلك .
وقد سبق في جواب السؤال رقم (22174) أن تغميض العينين في الصلاة مكروه إلا لحاجة : من وجود ما يشغل المصلي في صلاته من نقوش وزخارف ، أو صور ، أو مرور امرأة ، ونحو ذلك ، وإن لم تكن حاجة فلا يشرع تغميض العينين .
فإن وجد سبب لإغماض العينين فلا بأس بذلك ، كما لو كان في المكان شيء يشغل الداعي أو الذاكر لله .
أما إذا لم يوجد سبب لذلك فالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم هو الأفضل بلا شك .
وقد يغمض بعض الناس عينيه تحصيلا للخشوع ، وهذا غير مشروع ، وقد أنكره العلماء .
فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم تغميض العينين في الصلاة عند القراءة، وعند دعاء القنوت حتى يحصل الخشوع في الصلاة؟
فأجاب:
" تغميض العينين في الصلاة ذكر أهل العلم أنه مكروه، إلا إذا كان هناك سبب مثل أن يكون أمامه شيء يشغله، أو أنوار ساطعة قوية تؤثر على عينيه، ففي هذه الحال يغمض عينيه درءا لهذه المفسدة.
وأما ما يدعيه بعض الناس من أنه إذا أغمض عينيه كان أخشع له في صلاته، فأخشى أن يكون هذا من تلبيس الشيطان ليوقعه في هذا المكروه من حيث لا يشعر، ولو عود نفسه على أن لا يخشع إلا إذا أغمض عينيه فهذا هو الذي يجعله يخشع في حال تغميض العينين أكثر مما يخشع لو كان فاتح العينين " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (13/ 299).
وقد يحصل إغماض العينين أثناء الدعاء أو الذكر بلا قصد ، فهذا لا بأس به .
والله تعالى أعلم .
تعليق