الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

استفسار حول كتاب " كشف الغمة بدعاء القرآن والسنة وبالصلاة على سيد الأمة "

224167

تاريخ النشر : 15-11-2014

المشاهدات : 24293

السؤال

لدي استفسار حول كتاب " كشف الغمة بدعاء القرآن والسنة وبالصلاة على سيد الأمة " للسيد حنفي محمود حلواني ، هل الوارد فيه من أدعية صحيحة وثابتة عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يجوز أن أقرأ فيه ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
الكتاب المذكور صنَّفه صاحبه للتذكير بفضل الدعاء ، وفضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسرد فيه بعض الأدعية ، وسرد فيه أيضا بعض صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن المعلوم أن الدعاء ، وكذا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، بالمنزلة العظيمة التي لا يخفى فضلها ، فقد أمر الله سبحانه بهما في محكم التنزيل :
أما الدعاء ففي قوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر/ 60 .
وأما الصلاة على الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ففي قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )الأحزاب/ 56 .

والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما من العبادات ، والعبادة لا بد أن تكون على وفق ما شرع الله تعالى ، وإلا وقع صاحبها في حيز البدعة ، وقد سبق بيان حدها في الفتوى رقم : (7277).

والكتاب المذكور قد اشتمل على بعض البدع والأخطاء الشرعية منها على سبيل المثال:
1. اشتراطه أن يبدأ الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة سورتي الفاتحة ويس ، وهذا الاشتراط من البدع ؛ لأنه لا أصل له في التشريع ، يقول المؤلف ( لذا كان أدعى أن يداوم على قراءته يوميا مرة واحدة تبدأ من النية والفاتحة ويس ) .
2. ومنها أنه جعل قراءة سورتي ( الفاتحة ويس) من أسباب الحفظ والتحصين ، والشفاء ، وتفريج الكروب ، وقضاء الحاجات ، وسعة الأرزاق ، وحصول البركات ، وهذا أيضا لم يأت عليه دليل ، وما ورد من الحديث ( يس لما قرئت له ) لا أصل له كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (75894) ،
3. وصفه آباء النبي بأنهم طيبون طاهرون مع التسليم عليهم ، ومن المعلوم أن كثيرا من آبائه –خصوصا والده وجده - قد ماتوا على الشرك ، فقد أخرج مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : ( فِي النَّارِ ) ، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : ( إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار ) " وقد سبق بيان هذه المسألة في الفتوى رقم : (47170).
4. استدلاله بالآية الكريمة وهي قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) ، على الذهاب إلى قبر النبي والاستغفار عنده والاستشفاع به عند الله حال موته ، وهذا كله من البدع والضلالات ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (179363).
5. اشتماله على بعض الكلمات التي لا يفهم المراد منها مثل قوله ( اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت) فكيف يستتر من أعدائه بتألق بهاء عرش الله ؟!!
ثانيا:
أما الأدعية الواردة في هذا الكتاب فمنها ما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما لم يثبت عنه ، فمن أراد قراءة الكتاب وكان عالما بصيرا بمواطن الخطأ والصواب : فلا مانع من قراءته على أن يتجنب مواطن المخالفات الشرعية .
أما من لم يكن عنده من العلم ما يميز به الخطأ من الصواب فلا يجوز له قراءته ، والأولى أن يتجنب الجميع قراءة مثل ذلك ، أو الترويج لكتب أهل البدع ، والاقتصار على الكتب السنية السلفية الصحيحة ؛ فهي كثيرة بفضل الله تعالى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب