السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

تعلق بمذيعة في قناة إخبارية عربية

225896

تاريخ النشر : 01-03-2015

المشاهدات : 7161

السؤال


أنا شاب منَّ الله علي بالهداية ، وحفظت القرآن ، وبدأت أطلب العلم ، كنت مهتما بمتابعة أخبار المسلمين ، في أحد الأيام أردت متابعة أخبار حرب غزة الأخيرة ، كانت في رمضان 1435، فتحت التلفاز على إحدى القنوات الإخبارية العربية ، وكانت مقدمة الأخبار مذيعة جميلة ، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن وفكري مشغول بها ، وقد وحاولت التواصل معها بحجة دعوتها للحجاب ، حتى وقعت في حبها وتعلق قلبي بها ، والآن أريد أن أتوب لله ، وأتخلص من هذا الحب . دلوني على الطريق عسى الله أن ينفع بكم . أرشدكم الله للصواب .

الجواب

الحمد لله.


طريق التوبة مفتوح بين العبد وربه ، لا يحتاج سوى الصدق مع الله ، والندم الحقيقي على ما فات من إثم ومعصية ، وعزيمة قلبية أكيدة على عدم العودة إلى مثلها ، مع الاستغفار والالتجاء إلى الله بالدعاء كي يغفر الذنب ويصفح عن الزلل .
أما داء التعلق المحرم فقد سبق بيان أسبابه وطرق علاجه في موقعنا ، في العديد من الفتاوى المهمة ، يمكنك مراجعتها في الأرقام الآتية : (94836) ، (82941) ، (83724) ، (104078) ، (114801) .
نلخصها لك في علاجين ، إن فرطت فيهما فوحدك تتحمل مسؤولية نفسك ، ولا تسل بعد ذلك عن معاناتك ولا عن آلامك ، فقد سعيت إليها بقدميك ، ولم تتخذ قرارك بعد بالعلاج :
الأول :
أن تقطع النظر إلى صور هذه المذيعة ونشراتها الإخبارية تماما ، حتى لو اضطررت إلى حذف القناة الإخبارية كلها ، وقطع الإنترنت عن جهازك ، فهذا أقل ما يجب عليك إن أردت السلامة والعافية ؛ وليس ذلك لحرمة نظرك إليها فحسب ، بل أيضا لأن علاج التعلق المحرم يبدأ بالانقطاع الكامل عن المتعلق به ، حتى كأنه لم يخلق في هذه الدنيا ، والتخلص من جميع آثاره وبقاياه ، حتى وكأن شيئا لم يكن ، وحينئذ تبدأ النفس بتقبل هذا الواقع الجديد ، وتنقطع آمالها الكاذبة ، وأوهامها الفاسدة ، وهنا بداية العلاج .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" لا يزول العشق إلا بمفارقة المعشوق بالسفر عن مستقره ، حتى إذا سافر وفارق تكلفا ، وصبر عنه مدة ، تسلى عنه قلبه " انتهى من " إحياء علوم الدين " (3/262) .
ويقول ابن الجوزي رحمه الله :
" العلاج الكلي في جميع أمراض العشق : الحِمْيَةُ ، وإنما تقع الحمية بالعزم الجازم على هجر المحبوب ، فإن حصلت هذه الحمية حسنت المعالجة ، والعلاج حينئذ يقع للظاهر والباطن ، فليبتدئ المريض باللجوء إلى الله سبحانه ، وليكثر من الدعاء ، فإنه مضطر ، وهو يجيب المضطر إذا دعاه . ثم ليتعالج ؛ فإن الأسباب لا تنافي التوكل والدعاء " .
انتهى من " ذم الهوى " (ص633) .
الثاني :
السعي الجاد في الزواج ، وتجاوز جميع القيود المجتمعية التي تقضي بتأخير الزواج ، سواء باشتراط تحصيل وظيفة مرموقة أم بشراء منزل أم بإتمام الدراسة ، فكل هذه العوائق هي في حقيقتها أوهام تخلقها العادات والتقاليد ، ولا بد أن يعمل الشباب على تبديدها وكسرها ، والمبادرة بالزواج في أقرب فرصة تتيسر ، ولو بالدخل اليسير ، والعيش في مسكن صغير ، المهم أن يتحقق في القلب الصدق في طلب العفة والحلال ، وحسن الخلق في معاملة الزوجة والعزم على الإحسان إليها ، والأخذ بالأسباب المادية المطلوبة في سبيل تحقيق ذلك ، وتحسين سبل العيش وأسبابه .
نسأل الله تعالى لنا ولك العافية ، وأن يحفظ عليك قلبك وعقلك ونفسك فيما يرضي الله سبحانه.
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب