الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

عاقبة الاستهانة بالخلوة مع الخادمات

225971

تاريخ النشر : 04-04-2015

المشاهدات : 19211

السؤال


غلبتني نفسي والشيطان في يوم لم يكن أحد في البيت إلا أنا والخادمة , فأخذتها للغرفة ووقع المحظور ، لكن بصورة غير كاملة ، إنما بين الفخذين ، هل هذا هو الزنى الذي نهى عنه الله في الكتاب ( إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه ) الآية ، هل ما فعلته أقل درجة من الزنى ؟ ادعو لأخيكم بالمغفرة وأن يوفقني الله للتوبة النصوح , فوالله لم أفعل الذنب كبرا ولا خروجا على شرع الله ، إنما هو من هوى النفس والشيطان .

الجواب

الحمد لله.


كم استهان الناس بالخلوة بالخادمة ، والنظر إليها ، وعاملوها وكأنها محرم لهم ، حتى جلب ذلك لهم من الشرور ما جلب .
ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص في خلوة المرأة بأقارب زوجها مع ما في ذلك من الرادع الاجتماعي والعرفي الشديد ، لمن فكر مجرد تفكير في المساس بعرض زوجة أخيه ، ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( الحمو الموت ) ، فما عسانا أن نقول في دخول الرجال على الخادمات ، مع ضعف الرادع تجاههن ، والله المستعان .
ولو أن الناس امتثلوا ما أمرهم الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، من التحرز من فتنة النساء وجعلوا بينهم وبينهن وقاية ، لانسد بذلك باب كثير من الفتن والمعاصي ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم محذرا : ( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) ، وقال أيضا : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ).

ثانيا :
الزنا الذي يعاقب فيه المحصن بالرجم ، ويعاقب فيه غير المحصن بجلد مائة وتغريب عام ، إنما هو فيما كان بإيلاج في القبل .
وأما مقدمات الزنى من اللمس والتقبيل والاستمتاع بما دون الفرج ، فإنها مع تحريمها وشناعتها ، وكون المجترئ عليها قد يعاقب بالوقوع فيما وراءها ، إلا أن صاحبها لا يحد حد الزاني ولا يعاقب عقوبته ، بل يعزر ويؤدب .
فإن هو لم يجترئ عليها ، ولم يصر ، وإنما ألمّ بهذا الفعل مرة ، كان قد نزغه فيها الشيطان ، فيرجى أن تكون من الصغائر الداخلة في قول الله تعالى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) ، وقوله تعالى ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) . أما إذا أصر على الفعل وكرره فإنه يكون كبيرة من كبائر الذنوب ، بل قد يكون بتكراره أعظم من الزنا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " " الزِّنَا مِنْ الْكَبَائِرِ ، وَأَمَّا النَّظَرُ وَالْمُبَاشَرَةُ فَاللَّمَمُ مِنْهَا مَغْفُورٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ ، فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى النَّظَرِ أَوْ عَلَى الْمُبَاشَرَةِ ، صَارَ كَبِيرَةً ، وَقَدْ يَكُونُ الْإِصْرَارُ عَلَى ذَلِكَ أَعْظَمَ مِنْ قَلِيلِ الْفَوَاحِشِ ، فَإِنَّ دَوَامَ النَّظَرِ بِالشَّهْوَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ الْعِشْقِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ ، قَدْ يَكُونُ أَعْظَمَ بِكَثِيرِ مِنْ فَسَادِ زِنَا لَا إصْرَارَ عَلَيْهِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ فِي الشَّاهِدِ الْعَدْلِ : أَنْ لَا يَأْتِيَ كَبِيرَةً ، وَلَا يُصِرَّ عَلَى صَغِيرَةٍ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/293) .

ثالثا :
الواجب عليك أن تلزم باب التوبة ، والتضرع بين يدي الله عز وجل بسؤاله المغفرة ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وأن لا تستهين بما وقع منك ، فإن الاستهانة بالمعصية أعظم من المعصية نفسها .
ومن تمام توبتك لله عز وجل : السعي الحثيث في إقناع الأهل والوالدين بالاستغناء عن هذه الخادمة ، حفاظا على دينكم ، واجتنابا لما حرم الله .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (20869) ورقم (26282).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب