الحمد لله.
يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل ، وذلك وفق ضوابط معينة سبق بيانها في الفتوى رقم : (106815).
وما ذكرت من كون صديقتك تعمل في مكان مختلط ، وفي عمل ليلي ، وفي بلد غير مسلمة : فهذا العمل لا يخلو من جملة من المحرمات في العادة ، فعليها أن تتقي الله سبحانه وتتوب إليه من مثل هذا العمل المخالف للشريعة الغراء.
ولا يجب عليها أن تسعى لإحضار زوجها إذا كان هذا السعي سيترتب عليه عمل محرم ، كالاستمرار في عمل لا يجوز ، أو كذب في الإجراءات القانونية ، فإن الكذب محرم ولو كان في شيء يسير ، وقد سبق بيان أنه ينبغي على المسلم ، خاصة من يعيش في المجتمعات الكافرة ، أن يكون حرصه على الصدق ، وتجنب الكذب مع الكفار ، أشد من حرصه على ذلك مع المؤمنين ؛ فإن تحريه للصدق ، وربط ذلك بتعاليم دينه ، نوع من الدعوة العملية لغير المسلمين : أن يروا ما يدل عليه الدين من مكارم الأخلاق ، وربما كان ذلك داعية لأن يدخل بعضهم في دين الله .
أما إذا ظهر المسلم بصورة الكاذب أو المخادع ، أو غير ذلك من الصفات الذميمة أمام غير المسلم ، فقد يصده ذلك عن الدين ويبغض أهله إليه ، فليراجع ذلك في الفتوى رقم : (175632).
أما زواجها من هذا الرجل بدون موافقة أبيها ، فهو خطأ ، ولا يجوز للمرأة أن تتزوج بدون إذن وليها ، لكن ما دام ذلك قد تم ووقع فإنه يحكم بصحة النكاح ، وينظر في هذا الفتوى رقم : (132787) .
وأما مشكلاتها مع زوجها فننصحها بالصبر عليه ، وأن تكثر من دعاء الله تعالى ،
وسؤاله ، والتضرع إليه أن يصلح لهما الحال والبال ، وأن يوفقهما لأرشد الأمور
وأحبها إليه سبحانه .
ولتعلم أن القلوب بيد الله سبحانه ، وأن من سنته سبحانه في عباده أن يقلبهم بين
العسر واليسر ، والضيق والسعة ، ليبتلي شكرهم وصبرهم ، وقد اعترفت هذه الزوجة
بنفسها أنها قد عاشت مع زوجها في بداية زواجهما أياما وصفتها بالرائعة ، فلتتق الله
سبحانه ، ولتلجأ إليه وحده ، ولتحرص على إرضاء زوجها ، والله سبحانه قادر على أن
يغير حالهما إلى أحسن حال.
وأما كراهتها له الآن فقد يكون ذلك بسبب البعد ، فإن البعد يولد الجفاء .
فلتحرص على جمع شمل أسرتها ، وتبدأ مع زوجها حياة سعيدة ، يسيران فيها وفق ما شرعه
الله تعالى .
نسأل الله تعالى أن يجمع بينهما في خير .
والله أعلم.
تعليق