الحمد لله.
ما نرجوه وندعو إليه أن يحمل علماء الطبيعة من فيزيائيين وكيميائيين وأطباء ونحوهم راية توضيح هذه الإشكالية للناس ، وهي إشكالية الخلط بين العلم والاحتيال ، أو بين التجربة والوهم، وتحديد الفارق بين منهج البحث الصحيح الموصل إلى نتائج واقعية ، ومناهج الاشتغال العبثي الذي لا يقوم على أسس عقلية أو تجريبية ، وإنما على عقائد فلسفية ، وأماني نفسية ، فكلام المختصين في العلوم التجريبية له تأثير أكبر بحكم تخصصهم ، وفهمهم حقيقة هذه الأوهام في ميزان العلم الحديث .
ونحن هنا في موقع أجوبة شرعية ، نقدم حلولا من وجهة نظر إسلامية ، وليس من تخصصنا الكلام في الأبحاث الناشئة في قضايا "الطاقة" بجميع مكوناتها وما تفرع عنها ، ولكننا سبق أن نقلنا في العديد من الأجوبة كلام المختصين الذين حذروا من أوهام هذه الممارسات ، ومن فلسفتها التي انطلقت منها بمزيج من الأديان الوثنية والعقائد الخيالية ، وذلك في الأرقام الآتية : (45559) ، (200628) ، (219225) ، (219222) ، (138578) ، (178938) ، (171454) .
ونؤكد في الجواب على هذا السؤال ما قررناه سابقا ، ونقول: إن تحريك الأشياء ذهنيا عن بعد ليس ممارسة علمية – فيما اطلعنا -، ولا تجربة عملية ، وتدريباته المزعومة لا تتجاوز تعزيز الوهم وغرس الخيال في نفس المتدرب ، وما ينقل عن تجارب ناجحة لا تتوافر على المصداقية والوثوقية ، ولا تخلو من الحيل البصرية وخفة اليد ، أو الاستعانة بالسحر ، أو الدخول إلى عالم الجن والشياطين .
ولهذا فالواجب على المسلم الوقوف عند حدود الشرع والعقل ، وعدم الانخداع خلف أوهام الشرق والغرب ، واتقاء تسليم عقولهم نهبا لكل من يدعي العلم والتجربة ، فالعالم الإسلامي لم يتحرر من أسر الخرافة إلا حين وقف عند حدود الشرع ، وعزز مكانة العقل ، فَشُكر نعمة الله تعالى علينا تقتضي منا الحذر من كل مدخل من مداخل الأوهام ، بسؤال أهل العلم الشرعي ، وأهل العلم الطبيعي ، والوقوف عند نصائحهم وإرشاداتهم .
والله أعلم .
تعليق