الحمد لله.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية .
لا يجوز للمسلم الذي ابتلاه الله تعالى بالمرض أن يتناول ما يضره يقيناً أو على غلبة الظن ، فهو مأمور بأن يحافظ على بدنه ولا يحل له التفريط فيما وهبه الله من نعمة الجوارح والأعضاء ، فكيف يفرِّط بنفسه !؟ .
ومن قواعد الشريعة الإسلامية ( الضرر لا يزال بمثله ) ، وعلى هذا ، فيحرم التداوي بما يكون ضرره أشد من ضرر المرض نفسه .
انظر : أحكام الجراحة الطيبة ص124 . للشيخ الدكتور : محمد بن محمد المختار الشنقيطي .
والصبر على الألم واحتساب الأجر على الله مما ينفع المسلم في آخرته ويزيد في ثوابه .
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حزَن ولا أذى ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه " .
رواه البخاري ( 5318 ) ومسلم ( 2573 ) .
النَّصب : التعب ، الوصَب : المرض .
واقرأ قصة هذه المرأة العظيمة كيف أصابها المرض - مع ما فيه من أذى - واختارت الصبر عليه مقابل الثواب العظيم وهو دخول الجنة .
عن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال : إن شئت صبرتِ ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيكِ ، قالت : أصبر ، قالت : فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها . رواه البخاري ( 5328 ) مسلم ( 2576 ) .
وقد ذكر بعض الأطباء أن تناول المهدئات والمسكنات قد يسبِّب أضراراً كثيرة ومضاعفات خطيرة .
وذكر بعض المختصين أنه يمكن تخفيف الآلام عن طريق برامج في التغذية وتمارين رياضية وطرق أخرى ....فعليك أن تراجع أكثر من طبيب مختص فلعلك تجد عنده ما ليس عند من دلَّك على الدواء الخطير .
وقبل ذلك كله عليك بالصبر والرضا بقضاء الله ، والإكثار من الدعاء وسؤال الله تعالى العافية ، فإن الله تعالى يقول : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) النمل/62
نسأل الله تعالى أن يزيل عنك الألم ، وأن يكتب لك الأجر ، وأن يعافيك في دينك ودنياك ، وأن يتولاك بعنايته وأن يحفظك بحفظه .
والله الموفق.
تعليق