الحمد لله.
" الاستخارة : طلب الخيرة في الأمور منه تعالى ، وحقيقتها: تفويض الاختيار إليه سبحانه ؛ فإنه الأعلم بخيرها للعبد ، والقادر على ما هو خير لمستخيره ، إذا دعاه أن يَخِير له ".
انتهى من "فيض القدير" (5/ 442) .
وصلاة الاستخارة : يصليها العبد إذا همّ بفعل أمر من الأمور ، ولا يدري الخير في
فعله ، أو في تركه ، فيستخير الله فيه .
وليس لصلاة الاستخارة سنّ معينة ، فتصح من البالغ ومن الصبي الذي لم يبلغ إذا كان
مميزا.
والعبادات تصح من الصبي المميز [ وسن التمييز في الغالب سبع سنين ، ونحوها ] ،
ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نأمر أولادنا بالصلاة وهم أبناء سبع سنين
.
فإذا كان الصبي المميز تصح منه صلاة الفريضة ، بل يصح أن يكون إماما فيها كما تقدم
في الفتوى رقم : (155061) ؛ فصحة صلاة النافلة (ومنها الاستخارة) : من باب أولى .
وينبغي للمسلم أن يجمع بين استخارة الله تعالى ، وبين استشارة أهل الدين والحكمة
، فإنه كما قيل : "ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار" .
والاستخارة خير كلها للعبد ، ولا يمكن أن يكون لنفس الاستخارة آثار سلبية ، فإنها
صلاة لله تعالى ، ودعاء له ، وتفويض الأمر إليه ؛ فذلك خير كله .
فعلى المسلم أن يستخير ويستشير ، ثم يتوكل على الله ويعزم أمره ، والله يقدر له
الخير إن شاء الله .
والله أعلم .
تعليق