الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

حكم تقاضي الراتب عن وظيفة حصل عليها بالواسطة .

245153

تاريخ النشر : 31-08-2016

المشاهدات : 45243

السؤال

حصلت على وظيفة في مؤسسة عمومية تقدم لها العشرات من المترشحين بحيث يتم اختيار المترشح الفائر على أساس اختبارات كتابية، ولكني طلبت من أحد معارفي أن يتوسط لي لدى المدير وبذلك حصلت على الوظيفة، فهل الراتب الذي أتقاضاه حلال أم حرام هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا تركت هذا العمل هل يجوز لي استعمال الخبرة التي حصلت عليها في هذه الوظيفة للحصول على وظيفة أخرى ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :
الوظائف الحكومية تعتبر حقا مشتركا يستوي فيه أصحاب الأهلية بناء على شهاداتهم وقدراتهم ، فلا فضل لأحد فيها على أحد إلا باعتبار الكفاءة ، وعلى القائمين عليها أن يختاروا الأكفأ والأصلح ، دون محاباة أو رشوة .
ولا شك أن في حصولك على الوظيفة عن طريق الواسطة اعتداء على حقوق الآخرين ، وتضييع لتكافؤ الفرص ، مع ما يترتب على ذلك من حرمان من هو أولى وأحق بالوظيفة ، ممن حصل عليها بالواسطة أو الرشوة .
انظر جواب السؤال رقم : (60183)، (105449).

ثانيا :
أما راتب هذه الوظيفة: فهو حلال، إن كنت تقوم بها على الوجه المطلوب .
وقد سئل ابن باز رحمه الله :
رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة، وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤسيه، فما حكم راتبه، هل هو حلال أم حرام؟
فأجاب :
" لا حرج إن شاء الله، عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائما بالعمل كما ينبغي ، فلا حرج عليه من جهة كسبه؛ لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك " انتهى .
مجموع فتاوى ابن باز (19/ 31)

فإن كنت تتقن عملك وتحسنه ، وتأتي به على وجهه : فلا حرج عليك إن شاء الله فيما تقاضيته من الراتب ، وتستغفر الله .
وإن لم تكن مؤهلا لهذه الوظيفة ، ولا تحسن إنجاز المهام المطلوبة منك فيها : فلا يخفى ما في بقائك فيها من الضرر العام ، وتضييع الأمانة ؛ فكيف تستحل مالا وأجرا على عمل ، لا تؤدي أمانته ؟!
وينظر جواب السؤال رقم: (112128) .

وإذا تركت هذا العمل، فلا حرج عليك في الاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها من خلاله .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب