الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل تسافر وتترك أختها التي قد لا تحسن الاهتمام بنفسها

260141

تاريخ النشر : 12-06-2017

المشاهدات : 5802

السؤال

أنا امرأة غير متزوجة حاليا ، أعيش في ألمانيا ، الخوف من الإسلام في ازدياد هنا، لكن ـ الحمد لله ـ الآن لدي فرصة للعيش في ماليزيا مع ابني ، هناك أستطيع أن أطبق ديني بشكل أفضل ـ إن شاء الله ـ ، هنا في ألمانيا أنا أقوم بالعناية بأختي المسلمة ، وعمرها 53 عاماً ، وهي تسكن في شقة بالطابق الأرضي وحدها ، لكن لديها اتصال مع مسلمين آخرين ، وهي تعاني من مشكلة جادة في الاعتماد على النفس منذ الصغر، وغالباً ما تتصرف ، وتفكر كطفلة ، وأمور الحياة اليومية تشكل تحدي صعب بالنسبة لها ، وعندما لا يكون هناك مساعدة من الآخرين أختي تستطيع التصرف بشكل أكثر أو أقل استقلالية ، لكن ليس من السهل علي أن أتوقع متى يكون ذلك ، إذا تركتها وحدها فمن الممكن ألا تتمكن من تحمل مسؤولياتها ، أختي لديها ابن مسلم ، ولكن علاقتهم ببعضهم ليست الأفضل ، وهو أيضاً لديه مشاكل كثيرة في الحياة . إذا غادرت ألمانيا ، واحدة من بناتي المسلمات ستكون تعيش بالقرب من أختي ، لكن من المحتمل أن يكون عبئاً ثقيلا عليها أن تهتم بأختي ، وابنتي الأخرى تسكن على بعد حوالي 100 كم من أختي ، من المحتمل أن تكون هناك فرصة لأختي أن تعيش في ماليزيا في حال ذهاب ابنها للدراسة هناك ، لكنه ـ على حسب علمي ـ لم يقم بأي خطوات جادة للدراسة هناك. والداي الغير مسلمين طلبوا مني قبل وفاتهم أن أهتم بأختي ، لا أذكر ما قلته لهم " وعدتهم" ، من المحتمل أنني قلت لهم : ألا يقلقوا ، هل من الممكن لي أن أذهب إلى ماليزيا ؟ ماذا تظنون ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

من أسلم في بلاد الكفر وكان قادرا على إظهار دينه، ولم يخف على نفسه الفتنة، فلا حرج عليه من البقاء فيها .

فإن وجد بلدا آخر يستطيع أن يهاجر إليه، ويتمكن من إظهار دينه وممارسة شعائره بصورة أفضل، استحب له ذلك.

وقد يكون بقاؤه في بلده أفضل، إذا كان يشتغل فيها بالدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم، لا سيما بين أهله وأقاربه.

ولا تجب الهجرة إلا بشرطين:

الأول: ألا يقدر المسلم على إظهار دينه، أو أن يخاف على نفسه الفتنة.

الثاني: أن يستطيع الهجرة، فإن عجز، لم تجب عليه.

وينظر في بيان ذلك: جواب السؤال رقم (47672).

ثانيا:

لا حرج عليك في الذهاب إلى ماليزيا والعيش مع ابنك فيها. ولا يلزمك البقاء مع أختك، ولا يظهر لنا حاجتها الماسة إليك، إذ يمكنها أن تتولى شئونها بنفسها، وأن تستعين بمن تعرف من المسلمات، وأن تزورها ابنتك بين حين وآخر.

وينبغي أن تتعاهديها بالاتصال والسؤال والزيارة ما أمكن، رعاية لصلة الرحم الواجبة، وتحقيقا لوصية والديك بالاهتمام بها.

 ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك أجر البر والصلة.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: اللقاء الشهري 17