الحمد لله.
أولا:
لا يظهر لنا وجود تفريط منك يترتب عليه الوفاة، فقد ذكرت أنك قست الضغط لوالدتك في اليوم السابق لوفاتها مرتين، وأنه كان طبيعيا، وأنها لم تشتك من شيء في ذلك اليوم، وهذا يدل على أن وفاتها طبيعية، لم تنتج عن خطأ أو إهمال، ولا شيء عليك في عدم قياس ضغطها قبل النوم، ونسأل الله أن يغفر لها ويرحمها، ويلهمك الصبر واحتساب الأجر.
ثانيا:
ينبغي للإنسان أن يبر والديه بعد وفاتهما، وأن يحسن إليهما قدر استطاعته، وذلك بالدعاء لهما ، وصلة قرابتهما ، وإنفاذ وصيتهما ، وإكرام صديقهما ، والصدقة عنهما ، والحج والعمرة عنهما، وقضاء ديونهما، وإيفاء الحقوق التي عليهما لأصحابها .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :"من بر الوالدين : الصدقة عنهما ، والدعاء لهما ، والحج والعمرة عنهما" انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (8 / 344).
وقال رحمه الله :" سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حق الوالدين بعد مماتهما؟ فقال له سائل: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما [رواه أحمد].
خمسة أشياء : (الصلاة عليهما) : الدعاء ، ومن ذلك صلاة الجنازة .
والصلاة عليهما : الترحم عليهما أحق الحق ، ومن أعظم البر في الحياة والموت .
وهكذا الاستغفار لهما ، وسؤال الله أن يغفر لهما سيئاتهما ، هذا أعظم برهما حيين وميتين . وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، الوصية التي يوصيان بها ، فالواجب على الولد ذكرا كان أو أنثى إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر .
والخصلة الرابعة (إكرام صديقهما) إذا كان لأبيك أو لأمك أصدقاء وأحباب وأقارب فتحسن إليهم ، وتقدر لهم صحبة وصداقة والديك ، ولا تنس ذلك ، بالكلام الطيب ، والإحسان إذا كانا في حاجة إلى الإحسان ، وجميع أنواع الخير الذي تستطيعه ، فهذا برهما بعد وفاتهما .
والخصلة الخامسة : ( صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ) وذلك بالإحسان إلى أعمامك وأقارب أبيك ، وإلى أخوالك وخالاتك من أقارب أمك ، هذا من الإحسان بالوالدين ، وبر الوالدين أن تحسن إلى أقارب والديك الأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم . الإحسان إليهم وصلتهم كل ذلك من صلة الأبوين ومن إكرام الوالدين " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 368).
فاعملي على ذلك، واجتهدي فيه، لتكوني من أهل الإحسان والبر.
وانظر للفائدة: جواب السؤال رقم (175508) ورقم (137688).
والله أعلم.
تعليق