السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

هل يحصل التحصين مع الزيادة غير الواردة في الذكر أو الأذكار البدعية ؟

264365

تاريخ النشر : 25-10-2017

المشاهدات : 9886

السؤال

في الفترة الماضية كنت أقرأ الأذكار ، لكن ليست كما وردت عن النبي ، ففي البداية عندما أقرأ كانت تأتيني أفكار بأني لم أقلها بشكل صحيح ، فكنت أعيدها ، بعدها جاءتني أفكار بأنني أزيد على عددها لكي يقبل الله الصحيحة منها ، ويحفظني بها ، بعدها صرت أقرأها هكذا ، حتى صرت أعتقد أني إذا أنقصت منها أن ربي لن يحفظني ، فصرت أقرأ آية الكرسي ثلاث مرات ، والمعوذتين وباقي الاذكار سبع مرات ، بعدها أحس أنني في حفظ ، وكنت أقرأ الأذكار بهذه الطريقة حتى قرأت أنه لايقبل مني إلا إذا جئت بمثل ماجاء به النبي ، ثم توقفت وأصبحت أقرأها كما وردت . سؤالي: هل كنت في حفظ في تلك الفترة ؟ هل يحفظني الله بها أم لا ؟ لأنني في تلك الفترة تعبت ، وشككت وخفت ؛ لأن هناك أناساً لا يذكرون الله قابلتهم في تلك الفترة ، وذكروني بأشياء تعني لي الكثير ، وتمس راحتي ، ولم يذكروا اسم الله ـ هداهم الله ـ لكنني كنت متوكلة على الله في تلك الفترة ، وكنت أظن أنني أفعل الذي علي وزياده فيحفظني الله بها ، أعلم أنه من المفترض أن أقرأها كما وردت ، وأنا الآن أقرأها كما وردت ، لكن أريد أن تخبرني هل يحفظني الله إذا زدت عليها بسبب الأفكار ، وزيادة الحرص ؟ أنا ندمت أنني استسلمت لتلك الفكرة ، وزدت على عددها ، والآن أصبحت أقرأها كما وردت ، لكن هل كنت في حفظ من الله في تلك الفترة عندما كنت أقرأها بتلك الطريقة ؟ لأنني تعرضت لأشياء ليست بالهينة ، وعدم ذكر الناس لله في المناسبات ، وتعبت بعدها كثيراً، وكنت متوكلة على الله ، أجيبوني ؛ لأنني حرمت الراحة من التفكير فهل يضرني شي ؟ هل كنت في حفظ وقتها ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

اعلمي أن إلحاح هذه الأفكار ، والتشديد على نفسك فيها ، وفقدانك الراحة بسببها : يستدعي منك مراجعة أخصائية نفسية ، لتقييم هذه الأفكار ، وما يترتب عليها من أعراض القلق ، والتأكد من أنها ليست بأفكار وسواسية تحتاج لتدخلات علاجية طبية .

ذلك بأن مجرد معرفة الحكم الوارد في الجواب ليس كافيا في تهدئة النفس والتخلص من القلق إذا كانت الأفكار الوسواسية الملحة هي السبب الرئيس لهذا القلق .

ثانيا :

من زاد في العدد على الأذكار الواردة لظن أنه لم يقلها بشكل صحيح ، أو بسبب وسواس .

أو لظن أنه لن ينتفع بها إلا إذا كررها عدة مرات .. ونحو ذلك .

فإنه يرجى له أن يحصل له ثواب قراءتها ، وما ترتب على ذلك من حصول الحفظ ونحوه ، ويعفى عنه في هذه الزيادة لكونه لم يتعمد مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) الأحزاب/ 5

ثالثا :

أما من تعمد الزيادة على العدد الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا عذر ولا تأويل .. فهنا يفرق بين نوعين من الأذكار والأدعية :

الأول : ما يراد به التحصن والاستشفاء والرقية ، كقراءة سورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذات .. ونحوها ... فالأمر في هذا واسع ، فلو كرره المسلم عدة مرات ، بغرض الحفظ والتحصن من الشيطان : فلا حرج عليه ، ولا يُنهى عن ذلك .

الثاني : ما يراد به التعبد المحصن ، كالأذكار الواردة بعد التسليم من الصلاة ، فالذي ينبغي للمسلم أن يقتصر على العدد الوارد في السنة ، ولا يزيد عليه .

إلا أن هناك بعض الأذكار ، دلت السنة على استحباب الزيادة في تكرارها ، وأنها ليست مقيدة بعدد لا يزاد عليه .

كقول : "سبحان الله وبحمده " ، وقول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير" مائة مرة في اليوم ، فإن السنة دلت على جواز الزيادة على المائة .

وينظر السؤال رقم (194998) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب