الحمد لله.
حدثت هذه الحادثة في أكثر من مسجد من مساجد المدينة في ذلك الوقت ، ومع ذلك لم يسم بهذا الاسم .
فقد تحولَ الصحابة رضي الله عنهم إلى الكعبة وهم في صلاتهم في مسجد قباء كما ثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
وتحولوا أيضا وهم في صلاتهم في مسجد بني حارثة ، كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .
وينظر جواب السؤال (249493) .
والذي يذكره أهل السير في مسجد القبلتين وسبب تسميته ، إنما هو مسجد بني سلمة ، فقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم زار أم بشر ، وحانت صلاة الظهر ، فبينما هو يصلي : أُمر باستقبال الكعبة ، فاستدار ، والعلماء والمفسّرون يعزون هذا الأثر إلى طبقات ابن سعد .
قال ابن حجر رحمه الله :
" وَاخْتَلَفَتْ الرِّوَايَة فِي الصَّلَاة الَّتِي تَحَوَّلَتْ الْقِبْلَة عِنْدهَا ، وَكَذَا فِي الْمَسْجِد...
وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن سَعْد فِي الطَّبَقَات قَالَ : يُقَال إِنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ مِنْ الظُّهْر فِي مَسْجِده بِالْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام ، فَاسْتَدَارَ إِلَيْهِ وَدَار مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ .
وَيُقَال زَارَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمّ بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور فِي بَنِي سَلَمَة فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا ، وَحَانَتْ الظُّهْر ؛ فَصَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أُمِرَ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة ، وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَاب ، فَسُمِّيَ " مَسْجِد الْقِبْلَتَيْنِ " .
قَالَ اِبْن سَعْد : قَالَ الْوَاقِدِيُّ : هَذَا أَثْبَتُ عِنْدنَا " انتهى من "فتح الباري" (2/116) .
وهو منقول بنصه من "الطبقات الكبرى" (1/241) .
وقال ابن كثير :
" ذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم : أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك في مسجد بني سلمة، فسمي مسجد القبلتين .
وفي حديث نويلة بنت مسلم: أنهم جاءهم الخبر بذلك وهم في صلاة الظهر، قالت: فتحول الرجال مكان النساء ، والنساء مكان الرجال . ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر النمري .
وأما أهل قباء : فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر اليوم الثاني، كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة ، فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام ، فاستداروا إلى الكعبة " انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/237) .
وهذا الحديث – كما هو ظاهر – ذكره ابن سعد بلا إسناد ، وذكره بصيغة تدل على الشك وعدم الجزم بصحته : يقال كذا .. ويقال كذا ... فمثل هذا لا يعتمد عليه ، ولا يجزم بصحته .
ولكن بما أنها أخبار تأريخية ؛ لا ينبني عليها عمل ، فلا بأس من إيرادها على سبيل الحكاية لا الجزم .
وينظر جواب السؤال (255686) .
ولا يستحب لزائر المدينة أن يقصد شيئا من هذه المزارات التي بالمدينة وما حولها ، سواء صح الحديث بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيها أم لا .
وينظر جواب السؤال (11669) .
والله أعلم .
تعليق