الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

امرأة ترقي الأطفال من الخوف بتلاوة القرآن والدّهن بالزيت

277925

تاريخ النشر : 16-06-2023

المشاهدات : 2285

السؤال

يوجد امرأة كبيرة في السن يقول الناس عنها إنها تقية، ويزكيها الناس، نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحدا، تعالج الاطفال، وحتى بنات في سن الشباب من الخوف، تدهن الزيت، وتدلك، وتقرأ القرآن، وتقول (تلقط الخوف)، رأيت أطفالا وحتى بنات كبار يعانون من الخوف ذهبوا عندها، وتحسنوا بفضل الله تعالى، فهل عملها جائز؟ وهل من الجائز أخذ الاطفال عليها؟

الجواب

الحمد لله.

الذي يظهر من السؤال؛ أن ما تمارسه هذه المرأة هو رقية مشروعة لا يظهر فيها ما هو محرم أو شرك.

عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟

فَقَالَ: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) رواه مسلم (2200).

فرقية هذه المرأة محتوية على قراءة القرآن، وفيه الشفاء.

قال الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) الإسراء/82.

قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" وقوله في هذه الآية: ( مَا هُوَ شِفَاءٌ ) يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه؛ كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رقي عليها به، كما تدل له قصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة، وهي صحيحة مشهورة " انتهى من "أضواء البيان" (3 /737).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وأما الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلانهى فيه بل هو سنة ...

وقد نقلوا الإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى. قال المازري: جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لايدرى معناه لجواز أن يكون فيه كفر " انتهى من "شرح صحيح مسلم" (14/169).

والادهان بالزيت رجاء نفعه – بإذنه تعالى- له أصل من الشرع.

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (  كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) رواه الترمذي (1851)، وابن ماجة (3319)، وحسّنه الألباني بمجموع طرقه، وقال:

" وجملة القول أن الحديث بمجموع طريقي عمر وطريق أبي سعيد يرتقي إلى درجة الحسن

لغيره على أقل الأحوال، والله أعلم.

ويكفي في فضل الزيت قول الله تبارك وتعالى: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ).

وللزيت فوائد هامة، ذكر بعضها العلامة ابن القيم في " زاد المعاد "، فمن شاء

رجع إليه " انتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/727).

فالحاصل؛ أن رقية هذه المرأة -على حسب الوصف الوارد في السؤال- هي رقية مشروعة، ويجوز أن يذهب إليها بالأطفال الصغار لترقيهم، لكن مع مصاحبة التوكل على الله تعالى، والاعتقاد التام أن الشافي هو الله تعالى وحده.

وينظر جواب السؤال (412818)

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب