الثلاثاء 4 جمادى الأولى 1446 - 5 نوفمبر 2024
العربية

رسم الاسم المقصور، والألف الخنجرية في القرآن الكريم

278624

تاريخ النشر : 22-11-2017

المشاهدات : 77956

السؤال

لماذا بعض الكلمات لها ألفٌ خنجريةٌ فوقها متباينةً من الألف الكاملة ؟ كيف يمكنني التمييز بين الكلمات التي يجب أن يكون فيها ألفٌ خنجريةٌ والكلمات التي لا يوجد فيها؟ إذا قرأناها فلفظيّاً في كلتا الحالتين يكون الصوت نفسه ، بملاحظة الألف المقصورة ، لماذا بعض الكلماتٌ لها ألفٌ مقصورة ؟ أليس من الأسهل استعمال الألف العاديّة ؟ أرى العديد من هذه الحالات في القرآن ، وفي حال افتراض أن جميع نسخ القرآن قد فُقِدت، كيف يستطيع حفظة القرآن أن يعرفوا متى يستعملوا الألف الخنجرية؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  في الكتابة العربية عدد من الحالات التي لا يطابق الخط فيها اللفظ، لا في الوقف ولا في الوصل، بسبب رسم عدد من الأصوات بحروف غير حروفها المخصصة لها في الأبجدية، ومنه رسم الألف ياءً في آخر الاسم المقصور، إشارة إلى الأصل أو الغمالة . وأما الألف الخنجرية فرسمت في المصحف لئلا يقع القارئ في اللبس، وكانت أحيانًا ترسم على الألف المقصورة، ثم تركت تخففًا بعد ذلك  

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

سبق في جواب السؤال رقم (252852)، نبذة من تاريخ الرسم، وأنه اجتهادي من الصحابة رضوان الله عليهم، والتزمت به الأمة، مع تطور حصل له .

ثانيًا:

الاسم المقصور: هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة .

يقول الشاطبي: " المقصور عند النحويين : هو الاسم المعرب ، الذي قَصَره [ = منعه ] عن ظهور الإعراب فيه : كون آخره ألفًا .

أو : قُصِر عن لحاقه بالممدود " .

" ويدرك من كلام العرب بوجهين:

أحدهما: جهة السماع والنقل .

والثاني: جهة القياس". المقاصد الشافية: (6/ 403).

وللمقصور قواعد تراجع في مظانها من كتب النحو والصرف .

ثالثا :

وأما عن رسم هذه الألف ياءً، فلا بد أن تعلم أن في الكتابة العربية عددا من الحالات التي لا يطابق الخط فيها اللفظ، لا في الوقف ولا في الوصل، بسبب رسم عدد من الأصوات بحروف غير حروفها المخصصة لها في الأبجدية، فترسم الألف ياءً في آخر عدد من الكلمات ، إذا لم يتصل بها شيء من الضمائر، وذلك في عدد من المواضع، منها:

1- في كل كلمة على ثلاثة أحرف، إذا كان حرفها الثالث ألفًا منقلبة من ياء، اسمًا كانت الكلمة أو فعلًا، فالاسم نحو: الهدى، والمدى والفتى، والفعل نحو: قضى، ورمى، وسعى .

2- وترسم ياءً في آخر كل كلمة كانت ألفها رابعة فصاعدًا، كمستشفى، ومصطفى .

انظر: الكتابة العربية، د. غانم قدوري: (141 – 142).

واختلف العلماء في سبب الخروج عن الأصل في رسم الألف ياءً، فعللها بعض العلماء على مراد الإمالة، وعللها بعضهم بكتابتها على الأصل، لأن من الألفات ما أصله الياء، مثل ألف رمى، إذ نقول: رميت، ويرمي، ورميٌ .

قال ابن الجزري رحمه الله : " والإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء:

كثيرًا، وهو المحض، ويقال له: الإضجاع، ويقال له: البطح، وربما قيل له الكسر أيضًا .

وقليلًا، وهوبين اللفظين، ويقال له أيضًا : التقليل ، والتلطيف ، وبين بين .

فهي بهذا الاعتبار تنقسم إلى قسمين: إمالة شديدة، وإمالة متوسطة، وكلاهما جائز في القراءة، جار في لغة العرب"، النشر: (2/ 30).

ورجح الدكتور غانم الحمد التعليل بالأصل ، على التعليل بالإمالة، لأسباب:

أ- أن المصاحف كتبت على لغة قريش، وهم قلب بلاد الحجاز، والفتح لغتهم .

ب- شيوع الفتح في قراءة قراء الحجاز .

3- ليس جميع ما رسم من الألفات بالياء تجوز فيه الإمالة .

وينظر: الميسر في علم رسم المصحف، د. غانم الحمد: (227 – 229) .

ثالثًا:

أما الألف الخنجرية، فهي ألف يشار بها للمد، وتوضع في مواضع حذف الألف، وهي كثيرة جدًا في المصحف، وهناك صعوبة في ذكر الكلمات التي وقع فيها حذف هذه الألف .

ولعلماء الرسم فيها كلام كثير، وضبط ليس هذا موضعه .

انظر: الميسر في علم الرسم: (106).

ورسمت هذه الألف في المصاحف في الكتبة الأولى بالألف الممدودة في بعض المواضع، وبالألف المقدرة في بعض المواضع، وليس لذلك تعليل في اللغة، ولا قاعدة مطردة.

انظر: القراءات المتواترة، واثرها في الرسم: (105).

وخلاصة الأمر:

أن هذه الألف رسمت في المصحف لئلا يقع القارئ في اللبس، وكانت أحيانًا ترسم على الألف المقصورة، ثم تركت تخففًا بعد ذلك، والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب