الحمد لله.
أولا:
ابن المطهر الحلي هو جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (648 هـ - 726 هـ).
وهو أحد كبار متكلمي الرافضة الإمامية في القرن السابع الهجري، وكان معتزليا، فجمع بين ضلالتين: ضلالة الرفض، وضلالة الاعتزال، وله كتاب في الإمامة وعقائد الرافضة ، سماه منهاج الكرامة، وقد رد عليه شيخ الإسلام في كتابه العظيم "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية" فأتى على بنيانه من القواعد.
ثانيا:
لم نقف على وصف ابن تيمية لابن المطهر بأنه ابن المنجس، لكنه قال في أول منهاج السنة (1/ 21): "وَهَذَا الْمُصَنِّفُ سَمَّى كِتَابَهُ (مِنْهَاجَ الْكَرَامَةِ فِي مَعْرِفَةِ الْإِمَامَةِ)، وَهُوَ خَلِيقٌ بِأَنْ يُسَمَّى (مِنْهَاجَ النَّدَامَةِ) .
كَمَا أَنَّ مَنِ ادَّعَى الطَّهَارَةَ، وَهُوَ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْجِبْتِ، وَالطَّاغُوتِ، وَالنِّفَاقِ كَانَ وَصْفُهُ بِالنَّجَاسَةِ، وَالتَّكْدِيرِ ، أَوْلَى مِنْ وَصْفِهِ بِالتَّطْهِيرِ .
وَمِنْ أَعْظَمِ خَبَثِ الْقُلُوبِ : أَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ غِلٌّ لِخِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَادَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ .
وَلِهَذَا لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفَيْءِ نَصِيبًا لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، إِلَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [سُورَةُ الْحَشْرِ: 10] .
وَلِهَذَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْيَهُودِ مِنَ الْمُشَابَهَةِ فِي الْخَبَثِ، وَاتِّبَاعِ الْهَوَى، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَخْلَاقِ الْيَهُودِ .
وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّصَارَى مِنَ الْمُشَابَهَةِ فِي الْغُلُوِّ، وَالْجَهْلِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّصَارَى مَا أَشْبَهُوا بِهِ هَؤُلَاءِ مِنْ وَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ وَجْهٍ، وَمَا زَالَ النَّاسُ يَصِفُونَهُمْ بِذَلِكَ" انتهى.
وقال الصفدي رحمه الله فِي ترجمته لابن تيمية رحمه الله: "وسمعته يَقُول (ابْن المنجس) ؛ يُرِيد ابْن المطهّر الحلّي" انتهى من "الوافي بالوفيات" (7/ 13)، وينظر: (13/ 54).
والفائدة من هذا: أن شيخ الإسلام رحمه الله أراد التنفير منه، وبيان أن هذا اللقب الذي اشتهر به ليس في موضعه، وأن معتقد ابن المطهر قائم على أعظم النجاسة، وهي القدح في خيار المؤمنين من المهاجرين والأنصار، كما أن كتابه في الإمامة هو كتاب الندامة، لا الكرامة.
ومن وقف على ضلالات هذا الكتاب، علم حاله، وحال مؤلفه، وفساد منهج الرافضة.
والله أعلم.
تعليق