الحمد لله.
هذا الخبر رواه ابن المغازلي في "مناقب عليّ" (375)، فقال :
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بن النعمان الكازروني -إجازة- أن عمر بن محمد بن يوسف حدثهم قال: حدثنا أبو إسحاق المديني، حدثنا أحمد بن موسى الحرامي، حدثنا الحسين بن ثابت المدني خادم موسى بن جعفر حدثني أبي عن شعبة عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس ... فذكره .
وهذا إسناد مظلم إلى شعبة ، ولو كان يصح عن شعبة عن عكرمة عن ابن عباس ، لرواه أصحاب شعبة الثقات الأثبات ، الذين هم أعرف بحديثه وأجمع له من هذا الذي رواه عنه ، وهو
ثابت بن أنس بن ظهير ، وهو رجل مجهول ، قال ابن أبي حاتم : " روى عنه ابنه الحسين بن ثابت سمعت أبى يقول ذلك ويقول: هو مجهول " .
انتهى من "الجرح والتعديل" (2/ 449).
وابنه الحسين مجهول مثله ، كما في "الجرح والتعديل" (3/ 48) أيضا .
وأحمد بن موسى الحرامي لم نجد له ترجمة ، وكذا أبو إسحاق المديني راويه عنه .
وقد روى هذا الخبر مختصرا فرات بن إبراهيم الكوفي الشيعي في تفسيره ، عن أحمد بن موسى هذا به .
ينظر كتاب : "الشيعة والقرآن" (ص: 158) للشيخ إحسان إلهي ظهير.
فهذا الخبر لا يعرفه أهل السنة ، إنما يرويه الشيعة عن مجاهيل لا يُعرفون ، كما هي عادتهم في رواياتهم .
وروى أبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين" (2/ 364) من طريق إِسْحَاق بْن بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَّاءِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: ( قَلِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، وَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ وِدًّا، وَاجْعَلْ لِي فِي صُدُورِ الْمِؤْمِنِينَ مَوَدَّةً ).
وإسحاق بن بشر هذا متهم كذاب ، قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبى شيبة كذب أحدا إلا إسحاق بن بشر الكاهلى. وكذا كذبه موسى بن هارون وأبو زرعة.
وقال الفلاس وغيره: متروك.
وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث.
"ميزان الاعتدال" (1/ 186) .
ومما يدل على بطلان هذا الخبر قوله فيه : ( وتحل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أفصح البشر ، وأبلغهم لسانا ، وأحكمهم بيانا ، ولم يَشكُ يوما – لا قبل النبوة ولا بعدها – من آفة في لسانه ، تمنعه من حسن البيان .
أما موسى عليه السلام : فقد ذكر المفسرون أنه كان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام ، ولذلك دعا ربه قائلا : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ).
انظر: "تفسير السعدي" (ص: 504) .
أما الثابت في السنة في تفسير الآية فهو ما رواه الترمذي (3161) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ "، قَالَ: " فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ المَحَبَّةُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ).
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
قال السعدي رحمه الله :
" هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن وعدهم أنه يجعل لهم ودا، أي: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم في القلوب ود ، تيسر لهم كثير من أمورهم وحصل لهم من الخيرات والدعوات والإرشاد والقبول والإمامة ما حصل " . انتهى من "تفسير السعدي" (ص: 501)
فالآية عامة في حق كل مؤمن صالح ، وليست خاصة بعلي أو بأهل البيت رضي الله عنهم .
وخلاصة الجواب :
أن هذا الحديث واهي الإسناد ، وهو من أحاديث الشيعة ، وهم معروفون بالكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
تعليق