الجمعة 17 شوّال 1445 - 26 ابريل 2024
العربية

بعض أحوال ملك الموت

299877

تاريخ النشر : 26-01-2019

المشاهدات : 12165

السؤال

قيل لي : إن ملك الموت شكى إلى الله تبارك وتعالى مسؤولية مهمته حين كلف بها ، ورد الله تبارك وتعالى بأن يجعل له الأسباب وتبقى مهمته هي قبض الأرواح فقط ، فهل هناك شيء من الصحة في هذا من النصوص ؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد ، عندما تنتهي آجالهم التي قدرها الله لهم، قال تعالى: (قل يَتَوَفَّاكُم ملك الموت الَّذي وكل بكم ثُمَّ إلى ربكم ترجعون)السجدة/11 .

وهو كبير الملائكة الذين وكلهم الله بقبض أرواح العباد .

فإن الذين يقبضون الأرواح أكثر من ملك:  وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ  الأنعام/61-62 .

ثانيا :

تنزع الملائكة أرواح الكفرة والمجرمين نزعًا شديدًا عنيفًا ، بلا رفق ولا هوادة:  ولو ترى إذ الظَّالمون في غَمَرَاتِ الموت والملائِكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون  الأنعام/93 .

وقال:  ولو ترى إذ يتوفَّى الَّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق  الأنفال/ 50 .

وقال: فكيف إذا تَوَفَّتْهُمُ الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم  محمد/27 .

أما المؤمنون فإن الملائكة تنزع أرواحهم نزعًا رفيقًا، وإذا جاء الموت، ونزل بالعبد المؤمن، فإن الملائكة تتنزل عليه، تبشره وتثبته:  إنَّ الَّذين قالوا ربنَّا الله ثمَّ استقاموا تتنزَّل عليهم الملائكة ألاَّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون - نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون  فصلت/30-31 .

وقد ذكرنا بعض أحوال ملك الموت في الجواب رقم: (128486).

ثالثا:

لم نقف على القصة التي أشرت إليها ، فيما بين أيدينا من الكتب التي ذكرت أحوال الملائكة، ككتاب الإمام السيوطي: "الحبائك في أخبار الملائك"، وكتاب الشيخ عمر الأشقر: "عالم الملائكة الأبرار".

ولا نعلم لذلك أصلا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في كلام السلف الصالح .

فالحذر الحذر من تلك القصص ، وأشباهها من الروايات والأخبار التي ليس لها أصل، ولا يعرف الإنسان مخارجها، ولا من رواها، وهل هي صحيحة أم غير صحيحة.

وإنما ينشغل المسلم بما صح من الأخبار والحكايات، دون ما لم يصح، فضلا عما لا أصل له، ففيما صح الكفاية والبركة .

والناس مولعون بالحكايات والطرف، وأكثر أكاذيب الناس في هذا الباب .

وقد روى مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 10) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .

قال النووي رحمه الله عن هذا الحديث ، وما في معناه من الآثار:

" فيها الزَّجْرُ عَنِ التَّحْدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ الْإِنْسَانُ ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ فِي الْعَادَةِ الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ ، لِإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " .

انتهى من "شرح النووي على مسلم" (1/ 75).

وانظر السؤال رقم: (14212)، (262232).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب