الثلاثاء 4 جمادى الأولى 1446 - 5 نوفمبر 2024
العربية

ما حكم تقييم الموظفين بنسب متفاوتة مما يجعل بعضهم في تقييم منخفض، وقد يكون بخلاف ذلك.

304037

تاريخ النشر : 02-02-2023

المشاهدات : 2748

السؤال

أعمل في شركة، ولي موظفون آخرون تابعون لي، سنويا تطلب مني الشركة عمل تقيم للأداء الخاص بهم، وهذا التقييم يترتب عليه الزيادة السنوية لكل منهم، والشركة تطلب مني عمل تسليم هذا التقييم بنسب، أي لابد من حصول بعض الموظفين علي درجة مرتفعة، وآخر متوسطة، وآخر منخفضة، وعليه أقوم بترتيب الموظفين حسب أدائهم، ولكن منهم من يحصل علي ترتيب متأخر، ولكن في حقيقة الأمر هو لا يستحق تقييما منخفضا، ولكن الشركة لا تقبل إلا أن يتم التقييم علي بنسب، فهل علي وزر، وأكون ظالما؛ حيث إنني أقوم بتسليم التقييم حسب متطلبات الشركة؟

الجواب

الحمد لله.

الواجب على من كلف بتقييم الموظفين أن يتحرى الصدق والعدل، وأن يعلم أن تقييمه شهادة يُسأل عنها يوم القيامة، وأن شهادة الزور من أكبر الكبائر، وأنه يتحمل مسئولية ما يقع على الموظف من حرمان من الترقية أو العلاوة أو الاستغناء عنه، ونحو ذلك مما يترتب على التقييم.

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/58.

وقال سبحانه: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) الأنعام/152.

وروى البخاري (5976)، ومسلم (87) عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ)، قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ)، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ: لَا يَسْكُتُ".

فإن كان الموظفون متساوين في نظرك، فلا يسعك أن تجعلهم على درجات متفاوتة، وعليك أن تراجع شركتك، وتبين لها حقيقة الأمر، أو تعتذر عن التقييم إن أصرت على مبدئها.

وإن كان بينهم تفاوت ولو يسير، فأثبت هذا التفاوت بدرجته المناسبة، بما لا يترتب عليه بخس أو ظلم لأحد، فربما كان بين الموظف وأخيه درجة أو نصف درجة، وهذا الذي فاته درجة ونحوها لا يعتبر مستواه منخفضا.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(320714). 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب