الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

حكم سؤال المارة عن محفوظاتهم من الأغاني ثم سؤالهم عن الدين والقرآن لإظهار جهلهم ونشر ذلك

السؤال

انتشرت فيديوهات علي المواقع الاجتماعية، حيث يقوم أحد الشباب بمقابلة للمارة، ويقدم سؤالا لأحد المارة عن إحدى الأغانى فما إن يجاوب هذا الشاب أو الشابة عن الإجابه الصحيحة يطلب منهم قراءة إحدى سور القران الكريم، فيتفاجئ بهذا السوال المباغت، ولا يستطيع أن يقرأ. فعل يجوز نشر مثل هذه الفيديوهات بين الناس ؟ أو يعتبر هتك لأعراض الناس وغيبة ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

يحرم إيذاء المؤمنين، وهتك أستارهم، وتتبع عوراتهم.

قال تعالى:  وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا  الأحزاب/58

ومن الإيذاء وهتك الستر ما ذكرت، وفيه جمع بين أمرين محرمين:

الأول: حمل الإنسان على المجاهرة بالمعصية، بذكر ما يحفظه أو يسمعه من الأغاني ونحو ذلك.

والثاني : إظهار جهله بالدين، أو ضعفه في قراءة القرآن، أو معرفته بالسنة. وفي هذا أذى له ولأهله وأقاربه، وتعريضه للسخرية، وحمل من يشاهده على ذلك.

ثانيا:

ليس لأحد أن يسأل غيره سؤالا يؤدي إلى المجاهرة بالمعصية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:   كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ   رواه البخاري (6069)، ومسلم (2990).

وقوله:  وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  رواه مسلم (2699).

وهذا كله فيما إذا كان تسجيل ذلك ونشره ، بعلم من المسؤول.

وإما إذا كان ذلك بغير علم من المسؤول، أو إذن منه ، في التسجيل أولا ، ثم في النشر ثانيا ، كما يحصل في بعض البرامج الهابطة المُسِفَّة : فلا شك في أن ذلك منكر عظيم ، وبهتان ، وبغي على الناس ، وانتهاك لحرماتهم، وخصوصياتهم.

والحاصل:

أن هذا العمل يدعو إلى ما هو محرم، من جهة المسئول، أو من جهة من يشاهده، فالواجب الإعراض عن ذلك، على كل حال.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب