الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

أين يذهب قرين الإنسان من الجن بعد مماته؟

308334

تاريخ النشر : 05-04-2020

المشاهدات : 22944

السؤال

أين يذهب قرين الإنسي من الجنّ بعد وفاته؟ وكيف يكون تحصينه كي لا يستغله السحرة باستحضاره لمعرفة أدق تفاصيل حياة قرينه الإنسي؟

الجواب

الحمد لله.

هذا أمر غيبي ، ولا نعلم دليلا من الكتاب أو السنة يدل على شيء من ذلك ، فلا سبيل إلى معرفته .

قال الله تعالى:  وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا  الإسراء/36.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" نهى جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن اتباع الإنسان ما ليس له به علم، ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير. وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم.

ويدخل فيه كل قول بلا علم، وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم، وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى في آيات أخر " انتهى من "اضواء البيان" (3 / 682).

وأما إمكانية استحضار القرين وإخباره بأسرار الإنسان الذي كان يلازمه، فهذا أمر لا دليل على وقوعه أصلا ولو زعم زاعم أن المتكلم هو القرين، فهو شيطان لا يصدّق في أقواله وأخباره، لكفره وفسقه؛ ولأن من أعماله إفساد ذات البين وإثارة العداوة والبغضاء، فكيف يصّدق؟!

وأيضا كيف يصدق؟! والأصل في الشياطين الكذب المستمر.

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ؛ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ  رواه البخاري (3275).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قوله: ( صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ ) والمعنى: صدقك في هذا القول مع أن عادته الكذب المستمر، وهو كقولهم: قد يصدق الكذوب " انتهى من "فتح الباري" (9 / 56).

والذي ينبغي للمسلم أن يحرص على تعلم ما ينفعه ، من العقائد والعبادات والأخلاق والأحكام ، ويدع البحث والسؤال عما لا حاجة به إليه ، فإنه لو كان فيه فائدة تعود على المسلم في دينه أو دنياه لذكر الله تعالى لنا منه علما .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب