الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم الدعاء بقولهم: "يا نور النور" ؟

السؤال

هل يجوز أن نقول في دعائنا اللهم يا نور النور ؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا :

أفضل الدعاء ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرشدنا الله إليه في القرآن الكريم ، قال "ابن تيمية" : " لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع ، لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ، ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرمًا ، وقد يكون مكروهًا ، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس ، وهي جملة يطول تفصيلها.

وليس لأحد أن يسن للناس نوعًا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به ؛ بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة ، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه ؛ لكن قد يكون فيه ذلك ، والإنسان لا يشعر به.

وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت ، فهذا وأمثاله قريب .

وأما اتخاذ ورد غير شرعي ، واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما ينهى عنه ، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد "، انتهى من " مجموع الفتاوى" (22/ 510).

وفي موقعنا مجموعة من الأذكار والأدعية الشرعية ، يمكنك مراجعتها في أرقام الأجوبة الآتية : (77208) ، (82463)

ثانيًا:

هذه الجملة "يا نور النور" : جملة أعجمية لا يظهر عليها نور الكلام العربي الجميل ، فمعلوم أن الله هو النور قال تعالى :  اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  ، وهذا نهاية الوصف ، فوصفه بنور النور كلام لا فائدة منه .

وإنما يعرف هذا الدعاء، في أوراد قوم من أهل البدع، ومن يسمون المعالجين الروحانيين، ويجعلون له ترتيبا خاصا، ووردا معلوما عندهم، وبعضهم يجعل له أسرارا وخواص، لم ينزل الله بها من سلطان، ولا لهم عليها بيان ولا برهان.

ودخل هذا الدعاء فيما يسميه الروافض، وطوائف من الصوفية بـ"دعاء الجوشن الكبير" .

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/286): " تجوز الرقى بالقرآن وبالأذكار وكل ما لا شرك فيه ولا محظور من الأدعية.

أما كتاب [الحصن الحصين] و [حرز الجوشن] و [السبعة العقود] فاتخاذها حروزا لا يجوز.

وأما قراءة آية الكرسي عند النوم فنافعة، وقراءة (قل هو الله أحد) و (المعوذتين) فنافعة أيضا." انتهى.

وقد سبق الكلام على هذا الحزب في جواب السؤال رقم: (120050)، ورقم: (105378). 

وعليه ؛ فنوصي السائل الكريم أن يجتهد في الدعاء بالمأثور ، وأن يبتعد عن الأدعية المخترعة، والأوراد البدعية.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب