الحمد لله.
لا يجوز تعمد الخطأ في القرآن الكريم، ولو كان لغرض التعليم، لما فيه من تحريف كلام الله تعالى، واحتمال ثبوت الخطأ في ذهن المتلقي.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (35/ 214): " القرآن كلام الله المعجز المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقول بالتواتر.
فيحرم تعمد اللحن فيه، سواء أغير المعنى أم لم يغير، لأن ألفاظه توقيفية، نُقلت إلينا بالتواتر، فلا يجوز تغيير لفظ منه بتغيير الإعراب، أو بتغيير حروفه بوضع حرف مكان آخر" انتهى.
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (المجموعة الثالثة) (2/ 219): "ما حكم تعمد الخطأ في قراءة القرآن الكريم في التدريس، من أجل شد انتباه التلاميذ، حيث إنا قمنا بزيارة لأحد المدرسين بمعية المشرف التربوي، واستحسن هذه الطريقة في التدريس وطالبنا بها، وقد رفضنا ذلك؛ لأن هذه الطريقة غير معهودة في التلقين، ولربما رسخ الخطأ في أذهان التلاميذ، وتَعْلَمون مالها من وقع خاصة عند صغار السن، فأعمارهم لا تتجاوز الثامنة والتاسعة، أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: تعمد الخطأ في قراءة القرآن الكريم عند تدريب التلاميذ، من أجل شد انتباههم: لم يُعهد عن أحد من السلف الصالح الذين حملوا القرآن الكريم وأقرأوه الناس، وتلقين القرآن للمتعلمين عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى، فلا يجوز فيها الإتيان بها على غير وجهها.
ويمكن أن يوجه مدرس القرآن إلى تلاميذه أسئلة تساعدهم على ثبات الحفظ، وإزالة التشابه، وفي ذلك غنية عن تعمد إسماع التلاميذ الآية الكريمة محرفة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
صالح بن فوزان الفوزان عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ عبد الله بن محمد المطلق عبد الله بن علي الركبان أحمد بن علي سير المباركي" انتهى.
وعلى المدرس أن يسلك الوسائل المشروعة لتثبيت الحفظ، وإتقان المتشابهات، بالسؤال والاختبار، وكثرة التسميع والمراجعة.
والله أعلم.
تعليق