الحمد لله.
أولا: ما يترتب على اشتراط المرأة على زوجها عند العقد السماح لها بالعمل
إذا اشترطت المرأة العمل عند العقد، أو عُقد عليها وهي تعمل، مع دلالة العرف على أن الزواج لن يُقعدها عن العمل، فليس للزوج منعها منه؛ إلا أن يكون محرما أو يترتب عليه ترك ما هو واجب عليها، كرعاية أولادها.
وإذ لم تشترط ذلك ولم يعقد عليها وهي تعمل كما تقدم، فله منعها، ويلزمها طاعته؛ لعموم الأدلة الآمرة بطاعة الزوج.
قال في "مطالب أولي النهى" (3/ 611): "(ولا) تصح إجارة (امرأة ذات زوج بلا إذنه) ؛ لأن في ذلك تفويتا لحق الزوج في الاستمتاع؛ لاشتغالها عنه بما استؤجرت له، فلم يجز إلا بإذنه" انتهى.
وتدريس المرأة للرجال بلا حاجز، محرم، لما فيه من التعرض للفتنة لها وبها، لا سيما إذا كان للشباب في مدرسة سيئة السمعة.
ولهذا فللزوج منع زوجته منه ولو كانت اشترطت العمل في عقد زواجها.
وإذا أصرت على العمل وخرجت له كانت آثمة من جهتين: تحريم العمل، وعصيان الزوج.
وإذا كانت قد تركت العمل قبل الزواج، نهائيا، ولم يكن على سبيل الإجازة منه، كما يفهم من قول الزوج : ( ثم توقفت قبل الزواج ) ، ولم تشترطه عند العقد: فهذا أبعد لها من طلب العمل، وأدعى لزوجها أن يمنعها من العمل الذي لا يرغبه، ولو لم يكن ممنوعا في نفسه.
ثانيا: الرغبة في الحصول على المعاش لا يبيح الوقوع في المحرم
وأما كونها تريد العودة إلى العمل، والحصول على إجازة، فهذا أمر تسأل فيه أنت المختصين في الإدارة التي تتبعها، وهل بإمكانها ذلك، أو أنها لن تتمكن من الحصول على الإجازة في كامل المدة المتبقية، كما هو الظاهر، بل يلزمها أن تعمل مدة منها.
وأيا ما كان الأمر؛ فإن الحصول على المعاش لا يبيح الوقوع في الحرام، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وينبغي أن تحسن إلى زوجتك، وتجتهد في تطمين نفسها؛ فإن الحياة الزوجية لا تستقيم مع خوف المرأة من الطلاق، وإذا أمكن أن تجد لها عملا مباحا كتدريس الفتيات في بيتها، كان هذا علاجا نافعا، بحيث يمكنها جمع بعض المال، فيذهب قلقها وخوفها.
مع أن المرأة العاقلة ينبغي ألا تنغص عيشها بحمل هم الرزق فإن الله تعالى تكفل برزق عباده فقال: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ هود/6 >
وقال: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ الذاريات/22، 23
نسأل الله أن يصلح حالكما وبالكما.
والله أعلم.
تعليق