الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

تريد الإسلام وهناك معارضة منِ أمها وجدتها

31796

تاريخ النشر : 24-05-2002

المشاهدات : 10571

السؤال

لقد كنت أفكر في اعتناق الإسلام منذ بلوغي الحادية عشرة من عمري . الآن أصبح عمري 14 عاماً وأنا متأكدة من أن هذا ما أريده في هذه الحياة . لقد تعلمت كل كلمات الصلاة ( أذكار الصلاة ) وسورة الفاتحة وحاولت أن أمارسها لكنني لا زلت مشوشة فيما يتعلق بحركات وأوضاع الصلاة . كما أنني اخترت لنفسي اسماً إسلامياً .
لقد أخبرت أمي عن معتقداتي لكنها كاثوليكية ولذلك فهي تعارض دخولي في الإسلام .
ليس لدي أصدقاء مسلمين ولذلك لا يوجد من ينصحني . تقول والدتي أن علي الانتظار حتى أبلغ السادسة عشرة أما في الوقت الحالي فيجب علي الذهاب للكنيسة وما إلى ذلك .
أعلم أنني جاهزة لدخول الإسلام لكن في كل مرة أذكره فيها تقول لي جدتي – التي تسكن معنا أيضاً – أنني أسبب لهم المتاعب وأنهم لا ينتمون إلى بريطانيا . وهذا يزعجني ويضايقني لكني لا أريد أن أصرخ في وجهها لأني أعلم أن عدم احترامها يخالف الإسلام .
أرغب في الإعلان عن معتقداتي بوضوح لأصدقائي لكن جدتي تقول إن معاملة الناس لي ستختلف وسأصبح منبوذة . لقد فكرت في اعتناق الإسلام سراً لكن هذا لن يتيح لي الذهاب للمسجد وحدي ولن يكون مسموحاً لي أن أرتدي الحجاب أو أن أصلي الفروض الخمسة من قبل مدرستي . لا أدري ماذا أفعل . أرجوكم ساعدوني !!!

الجواب

الحمد لله.

لقد حمل لنا سؤالك في هذا الصباح أنباء سارة ، وأثلج صدورنا . ولله الحمد ما قرأناه في سؤالك ، وفهمنا المتاعب التي تواجهينها ونحن نعيشها معك الآن من خلال الإجابة على سؤالك والمساهمة في تقديم حلول للمشكلة التي تعانين منها ، وعجبنا من حفظك لكل كلمات الصلاة وسورة الفاتحة رغم أن لغتك هي الإنجليزية وتعرفك على الله منذ أن كنت في الحادية عشر من العمر وزيادة يقينك واقتناعك بالإسلام بعد مضي ثلاث سنوات وأنت الآن في الرابعة عشر من العمر فنقول وبالله التوفيق :

الإنسان إذا آمن بشيء فإنه سيكون على استعداد للتضحية من أجله فكيف إذا كان هذا الشيء هو توحيد الله وعبادته وإتباع رسوله وتنفيذ أوامره فلا شك أن التضحية عندئذ ستكون أعظم وأعظم . وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجنة حفت بالمكاره ومعنى ذلك أنه ليس لنا طريق إلى الجنة إلا باقتحام الصعاب وتحمل المشاق والمكاره ولأن سلعة الله غالية ونعيمه كبير لا ينفد والحياة فيها خالدة واللذات فيها دائمة فإن المسلم الحق سيكون على استعداد للتضحية بأمور كثيرة من الدنيا الفانية الزائلة من أجل ذلك النعيم وسيكون مستعداً لتحمل أذى الناس والصبر على سبهم وشتمهم وانتقادهم وسخريتهم من أجل الحصول على ذلك النعيم وهناك أمر آخر جميل في هذا الموضوع وهو أنه كلما أوذي وصبر فسيزداد أجراً وسيرتفع درجات ٍعند رب العالمين بل إنه قد يزيد إيمانه ويقوى بحيث أنه يتلذذ بالصبر على مرارته من أجل مرضات الله ، وحلاوة السعي لرضا الرب ستنسيه مرارة غضب الناس وإيذائهم وانتقاداتهم وإذا كان الأذى بعض الكلمات التي سيسمعها من السخرية أو الاستهزاء أو الانتقاد فماذا عليه لو تحمل من أجل تحقيق رضا الرب والحصول على ثوابه وهو في كل ذلك يؤمن بموعود الله الذي قال في كتابه العزيز : ( والعاقبة للمتقين ) ويعلم بأن الصبر لا يمكن أن يتحقق إلا بمدد من الله فيطلب منه العون والتثبيت قال تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) وهو مستعد أن يُعلن الحق للناس رضي من رضي وأبى من أبى ، فإذا رفضوه أعرض عنهم وتركهم كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( فاصدع بما تُؤمر واعرض عن المشركين ) ، وقال تعالى : ( واعرض عن الجاهلين ) إن الكلمات الجارحة من الأقارب ثقيلة على النفس وأشد عليها من وقع السلاح ولكن من استحضر عظمة الله وثوابه هان عليه ذلك ومضى في طريقه لا يلتفت ولا يتردد وبعد هذا التوضيح نتم لك الإجابة على سؤالك في النقاط التالية :

أولاً : أحسنت بعدم رفع صوتك على جدتك لأن احترام الوالدين والجد والجدة هو من دين الإسلام .

ثانياً : حاولي مقاومة الذهاب إلى الكنيسة ما أمكنك ذلك لأنه مكان يُكفر فيه بآيات الله ويُعلن الشرك بالله ، ويُجهر فيه بدين باطل ، وحيث أنك أنثى فإنه لا يجب عليك الذهاب إلى المسجد مثل الرجال ، ولن تكوني مقصرة عندما لا تذهبين إلى المسجد لأن أفضل مكان للصلاة بالنسبة للمرأة هو بيتها .

ثالثاً : جاهدي قدر استطاعتك ارتداء الحجاب واحتملي الأذى في سبيل الله ، واصبري على أداء الفروض الخمسة في أوقاتها علماً بأنها لا تتعارض كلها مع وقت المدرسة فإنك إذا صليت الصبح بعد طلوع الفجر ثم ذهبت إلى المدرسة فإنك تستطيعين القيام بصلاة الظهر قبل دخول وقت العصر في المدرسة وستجدين وقتاً لذلك في فسحةٍ بين الحصص أو وقت الغداء أو بعد الرجوع إلى البيت والمهم أن تقع صلاة الظهر بعد زوال الشمس وقبل دخول صلاة العصر .

رابعاً : إذا أحسنت معاملة الناس فستكسبينهم في النهاية ولن تصبحي منبوذة بإذن الله .

خامساً : لا تتأخري في الدخول إلى الإسلام ولا تنتظري لحظة فإنك لا تعرفين متى يأتي الموت فانطقي بالشهادتين وأدي الصلاة فستتعودين عليها بعدد ركعاتها وأوقاتها وأذكارها وبممارستها مع مرور الوقت سيزول التشويش الذي تشعرين به في سؤالك ، وما دمتِ جاهزة للدخول في الإسلام فإنك ولله الحمد لا تحتاجين لموافقة أم ولا جدة ولا غيرهما مادام الله قد أمرك باتباع دينه ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه )

سادساً : ابحثي عن أخوات مسلمات لمصاحبتهن ومصادقتهن والاتصال بهن ليكُنَّ عوناً لك وسنداً لتعلم الدين والثبات عليه وفيما يلي رقم هاتف المنتدى الإسلامي في مدينة لندن للاستعلام عن مواعيد الدروس النسائية لعله يكون لك انطلاقاً من ذلك المكان حيث أنك تسكنين في بريطانيا (7369060 ).

وأخيراً : فإننا نكرر إعجابنا وفرحنا بما ورد في سؤالك ، ونستبشر لك بحياة سعيدة ومستقبل جميل في ظل الدين الإسلامي الحنيف ، ونحن على استعداد لمساعدتك في كل ما يمكننا القيام به .

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد