الحمد لله.
الدعاء بالستر قبل الإقدام على المعصية: هو دعاء بتيسيرها والسلامة من عاقبتها، وهذا اعتداء محرم، فإن الله تعالى لا يستعان به في الحرام.
قال القرافي رحمه الله في "الفروق" (4/296) : " القسم الثاني عشر من الدعاء المحرم، الذي ليس بكفر: وهو ما استفاد التحريم من متعلقه، وهو المدعو به ؛ لكونه طلبا لوقوع المحرمات في الوجود . أمّا الداعي فكقوله : اللهم أمته كافرا، أو اسقه خمرا ، أو أعنه على المَكس الفلاني ، أو وطء الأجنبية الفلانية ، أو يسر له الولاية الفلانية وهي مشتملة على معصية ، أو يطلب ذلك لغيره ، إما لعدوه ، كقوله : اللهم لا تمت فلانا على الإسلام ، اللهم سلط عليه من يقتله أو يأخذ ماله ، وإما لصديقه فيقول : اللهم يسر له الولاية الفلانية ، أو السفر الفلاني ، أو صحبة الوزير فلان، أو الملك فلان ، ويكون جميع ذلك مشتملا على معصية من معاصي الله تعالى فجميع ذلك محرم تحريم الوسائل ، ومنزلته من التحريم منزلة متعلَّقه ؛ فالدعاء بتحصيل أعظم المحرمات أقبح الدعاء ، ويروى من دعا لفاسق بالبقاء ، فقد أحب أن يعصى الله تعالى ، ومحبة معصيته تعالى محرمة ، فدل ذلك على أن الدعاء بالمحرم محرم " انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله : " فالاعتداء بالدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله ، من الإعانة على المحرمات " انتهى من "بدائع الفوائد" (3/524).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (118750)، وأيضا : (301052).
فالواجب على هذه الفتاة : أن تتوب إلى الله تعالى من معصيتها ، ومن دعائها، وألا تعود لذلك.
والله أعلم.
تعليق