الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1446 - 25 ديسمبر 2024
العربية

هل سورة الرعد مكية أم مدنية ؟

327333

تاريخ النشر : 28-05-2020

المشاهدات : 25190

السؤال

هل سورة الرعد مكية أم مدنية ؟ فقد اختلف العلماء فيها وما هو الراجح ؟

الجواب

الحمد لله.

تنقسم سور القرآن من حيث "مكيتها ومدنيتها" إلى ثلاثة أقسام :

1- ما اتفق العلماء على مكيته .

2- ما اتفق العلماء على مدنيته .

3- ما اختلف العلماء فيه ، وترجح أحد القولين .

وسورة "الرعد" من القسم الثالث ، فقد اختلف العلماء في مكيتها ومدنيتها على أقوال :

قال "ابن الجوزي" في "زاد المسير" (2/ 479) :

" اختلفوا في نزولها على قولين :

أحدهما : أنها مكّيّة ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، وقتادة .

وروى أبو صالح عن ابن عباس أنها مكّيّة ، إلّا آيتين منها ، قوله تعالى :   وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ   إلى آخر الآية ، وقوله :   وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا  .

والثاني : أنها مدنيّة ، رواه عطاء الخراسانيّ عن ابن عباس ، وبه قال جابر بن زيد . وروي عن ابن عباس أنها مدنيّة ، إلّا آيتين نزلتا بمكّة ، وهما قوله تعالى :  وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ   إلى آخرها .

وقال بعضهم: المدنيّ منها قوله تعالى:   هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ   إلى قوله تعالى :   لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ   "، انتهى .

وانظر : "تفسير القرطبي" (9/ 278) .

والظاهر - والله أعلم - أن الراجح من أقوال العلماء أن سورة " الرعد " مكيةٌ بأكملها ، وذلك لأمور :

1- أن الطرق التي ورد فيها القول بمكية السورة عن الصحابة والتابعين ، أصح من الطرق التي ورد فيها القول بمدنيتها .

2- أنه قول جمهور أهل التفسير .

قال أبو حيان: " والجمهور على أنها مكية " .

ومثله للقرطبي ، قال "ابن كثير" : "( ومن عنده علم الكتاب ) : قيل نزلت في عبد الله بن سلام، قاله مجاهد . وهذا القول غريب، لأن هذه الآية مكية " .

انظر: "البحر المحيط" (5/ 358) ، وتفسير "ابن كثير" (2/ 540) .

3- أن المتأمل لسورة "الرعد" وموضوعاتها ، يجد أنها نفس موضوعات السور المكية .

قال "ابن عاشور" (13/ 75 - 76) : " فسميت بالرعد لأن الرعد لم يذكر في سورة مثل هذه السورة ، فإن هذه السورة مكية كلها ، أو معظمها " ، وقال : " ومعانيها جارية على أسلوب معاني القرآن المكي ، من الاستدلال على الوحدانية وتقريع المشركين وتهديدهم .

والأسباب التي أثارت القول بأنها مدنية : أخبار واهية "، انتهى .

وانظر : "المكي والمدني" عبدالرزاق حسين أحمد (1/ 484) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب