الحمد لله.
أولًا :
للصحابة فضل عظيم ، ومكانة كبيرة ، ومن أصول أهل السنة والجماعة ، سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سلامة القلب من البغض والغل والحقد والكراهة ، وسلامة ألسنتهم من كل قولٍ لا يليق بهم ؛ لقول الله تعالى : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم سورة الحشر/10 .
وطاعةً للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفسي بيده ؛ لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدُّ أحدهم ولا نصيفه " رواه البخاري( 3673 ) ومسلم( 2541 ) .
ومن مذهب أهل السنة: أن أحق الناس بالخلافة، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
وإليك الأدلة على إمامة أبي بكر رضي الله عنه :
1ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " أَتَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ قَالَتْ أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ رواه البخاري (3659) .
2ـ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رواه الترمذي (3805)، وصححه الألباني .
انظر للمزيد جواب السؤال رقم : (13713) .
ثانيًا :
اختلف العلماء في حكم منكر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
فذهب بعض الحنفية إلى تكفيره . جاء في "الفتاوى الهندية" (2/ 264) : " من أنكر إمامة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فهو كافر ، وعلى قول بعضهم هو مبتدع وليس بكافر. والصحيح أنه كافر، وكذلك من أنكر خلافة عمر - رضي الله عنه - في أصح الأقوال. كذا في الظهيرية "، انتهى ، وانظر : "الدر المختار" (1/ 561).
والصحيح عند الشافعية عدم إكفاره ، والحكم ببدعيته ، قال "الهيتمي" في "الإعلام بقواطع الإسلام" (203) : " وأن من أنكر خلافة الصديق: مبتدع، لا كافر ".
وفي "إعانة الطالبين" (4/ 155) : "وعبارة البغوي: من أنكر خلافة أبي بكر يبدع ولا يكفر "، انتهى .
وصححه "السبكي" في "الفتاوى" (2/ 588) .
والحكم على من أنكر خلافة أبي بكر ، بالبدعة أقرب من تكفيره ، إلا إن استحل سب الشيخين.
وانظر في هذا المعنى :
"مجموع الفتاوى" (3/ 351)، (12/ 486).
وينظر أيضا للفائدة:
https://vb.tafsir.net/tafsir7153/#.XkwHZCjXKMo
والله أعلم.
تعليق